للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحمل ١٤٣ راكبًا وتعتبر أغلى طائرة في العالم بحيث يقدر قيمتها بأربعة وعشرين مليونًا من الدولارات كان طولها سبعين مترًا وارتفاعها ثمانية عشر مترًا وزنتها ثلاثمائة واثنان وعشرون طنًا ويمكن أن تقطع عشرة آلاف كيلو متر دون توقف بسرعة سبعمائة وخمسين كيلو مترًا في الساعة وعلى متنها أربعمائة واثنان وسبعون راكبًا، ولما أن أقلعت كان من بين ركابها أولئك الفدائيون فقاموا بمسدساتهم وقنابلهم اليدوية يتحكمون بملاحيها وركابها ويهددونهم بالأخطار وكان اختطافهم لها في يوم الجمعة ٢٠ جمادى الثانية من هذه السنة وهي فوق هولندا واضطرت إلى الهبوط في مطار دبي فظلت فيه جاثمة سبعين ساعة بعد ما كاد ركابها يهلكوا جوعًا مما هم فيه من متاعب الحياة لولا عطف حكومة دبي بإسعافهم بالطعام وكان الفدائيون المختطفون لم يمكنوا أحدًا من الدنو إليها وقد طلبوا تزويدها بالوقود غير أنهم لم يتحصلوا إلى على بعض الوقود هناك فأقلعت في الساعة الثامنة وسبع دقائق من مساء اليوم ٢٣ من جمادى الثانية وهذه مغامرة لم يسبق لها نظير ولما أن أرادت الهبوط في مطار بغداد مانعت الحكومة العراقية وأغلقت مطارها فواصلت الطائرة رحلتها إلى دمشق فسمحت السلطات السورية للطائرة بالهبوط في مطار دمشق ولكنها لم تلبث في المطار سوى ساعتين للتزود من الوقود ثم أقلعت مرة أخرى في اتجاه البحر الأبيض المتوسط وعندما حلّقت فوق بيروت بعثت برسالة حيت فيها هذه المرة المناضلين الفلسطينيين وقالت أن العدو سيضرب حيثما كان وشوهدت على التوالي وهي تطير فوق قبرص وأثينا اللتين أغلقتا مطاريهما في وجهها واستدارت الطائرة إلى الجنوب وشوهدت تحلق فوق مالطة ثم هبطت في مطار ليبيا وعزم الخاطفون على تفجير القنابل فيها فهرع الركاب يغادرونها وذلك بعد هبوطها في مطار بنغازي في الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم فوضع الخاطفون قنبلة حارقة في كابنة القيادة فانفجرت فيها حتى أتت النيران على جميع الطائرة واشتد اللهيب فأصبح جحيمًا لا يستطيع أي شخص إخماده وتم نسفها وكان هؤلاء الفدائيون أربعة اثنان عربيان وثالث غربي والرابع ياباني، وكانت