باليهود حتى عطلوا إذاعتها في القدس فتوقفت مدة ١٥ دقيقة واضطرت اليهود إلى الاستعانة بالبث من محطتهم الاحتياطية وخاضوا معارك ضد العدو وقاموا بتخريبات وتفجيرات ناسفة في مستودع لقطع غيار الطائرات الحربية بتل أبيب وتمكنوا من تدمير جزء كبير منه كما فجروا عبوات أخرى ناسفة في مستودع للذخيرة تابع لطيران العدو وهاجموا مطار عكا الحربي وتمكنوا من إحداث أضرار كبيرة وفجروا عبوات ناسفة بمصنع الذخيرة في صفاء وأسفر الانفجار عن تدمير الجانب الجنوبي من الصنع وإتلاف كمية كبيرة من الذخائر وقتل وجرح عدد من العاملين وهاجموا رتلًا من دبابات العدو وتمكنوا من إلحاق خسائر فيها وكانت ساعات للفدائيين يبطشون باليهود ويدمرون وأصبحت إسرائيل محاطة من كل صوب بذئاب هاربة من الغابة مكشرة عن أنيابها لتمزيق اليهود وأبادتها وشفوا كلومهم وصدورهم وأدركوا ثأرهم من حرب ٥ يونيو حزيران عام (١٩٦٧ م) الذي احتلت اليهود فيه الضفة الغربية من الأردن وسيناء وقطاع غزة والمرتفعات السورية وشردت مئات الألوف من المواطنين العرب.
ولما رأت أمريكا خطورة الموقف بعث وزير خارجيتها هنري كيسنجر رسالة برقية إلى العاهل السعودي ملك المملكة العربية السعودية فيصل بن عبد العزيز يطلب فيها منه التدخل مع الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية المصرية والفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية لوقف القتال الدائر بين مصر وسورية وإسرائيل فأجابه الملك فيصل بهذه البرقية (معالي الوزير هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تلقيت رسالة معاليكم المستندة إلى تقرير وردكم من إسرائيل بأن القوات المصرية والسورية تنوي شن هجوم منسق على القوات الإسرائيلية والذي بدا الاشتباك فعلًا بين القوات المصرية والسورية من جهة والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى في البر والجو فإن معاليكم تأكد بأن البادئ بهذا الهجوم هي إسرائيل وفي اعتقادي أن هذا الهجوم هو حلقة من حلقات السياسة الإسرائيلية لتنفيذ الخطط التي رسمتها لتطبيق سياستها العدوانية ضد