وسِنُّه ست عشرة سنة وبعثه والده الملك عبد العزيز، وهو في السادسة عشرة من العمر إلى لندن للتعرف بلندن بصحبة أحمد بن ثنيان، وذلك لما كان يرمقه والده فيه من المؤهلات وحُسن الجواب مع حداثة سِنّه وكان يقول عنه إني أستحي من فيصل من بين أبنائي ومن كان أبوه عبد العزيز وجده عبد الله بن عبد اللطيف حق له أن يكون نجيبًا، فهو البطل الجسور والليث الهصور، قاد الجيوش بحياة والده قيادة بصير محنك وهزم الأقران، وكان عظيمًا لا تلين قناته ولا يقعقع له بالشنان كانما قلبه قطعة من الصوان وكان ماهرًا في القيادة بسياسة حيرت العالم كله وأحرز انتصارات عظيمة تدمر بعضها في هذا التاريخ وجعله والده نائبًا في الحجاز جميعًا ثم أضيف إليه وزارة الخارجية فقام بأعماله خير قيام جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، وكان هو العضد الأشد لأخيه سعود لما تولى الملك بعد أبيه، وكان مع ذلك صبورًا وذا معرفة وبصيرة بالرجال، يقدر من يستحق التقدير، وله ميل إلى الأدب والأخلاق الكريمة والشرف وله حسن تدابير وأعده والده لمهام الأمور وصعوباتها فكان ينجلي بسعيه وإدراكه ما لا يدور في الخيال، ولما أن زحف لقتال أهل اليمن المتمردين ووحدت القيادة له نازل مدينة ميدي وأصدر أوامره على القوات للهجوم عليها وجعل يطالع عن كثب من المرتفعات للكشف على المدينة، ولكنه جعل يفكر في العجزة من النساء والشيوخ والذراري ومن لا ذنب له إذا وقعت الواقعة وعمهم الدمار والتهمتهم النيران وبينما هو ينتظر الساعة التي قرر فيها الهجوم إذ قد رفعت الأعلام فيها للتسليم والاستسلام وجاءه مندوبها لذلك فاحتلها من دون سفك دماء، وفرّت قوات الإمام يحيى هاربة هي وقائدها عبد الله العرشي فبعث القوات في آثارها وفتكت بهم فتكًا هائلًا فوقعوا في شر حالة ما بين قتيل وجريح وأسير، وقد أوصى أن يؤتى بالعرشي أسيرًا فجيء به مكبلًا بالحديد، وألقي أمامه ولكنه لأدبه وحسن مجاوبته لم يقتله، وكان في حرب الغفران الذي أدار إليه الدائرة فيه على اليهود هو الدينامو الفعال بحيث قطع البترول عن أمريكا فتوقفت السيارات في الطرق، ولما علمت اليهود بتلك التدابير أوعزت إلى أسيادها