في أمريكا أن تطلب منه إيقاف الحرب والسعي في ذلك، وبما أن العرب موتورون من أعمال اليهود وتعسفاتها فإنه لم يخضع لذلك، وأصيب حليفة أمريكا بقوارع من أمر الله ما لا يطاق وهدت القوات المصرية خط بارليف الذي يعتقد العدوان لو اجتمعت الإنس والجن عليه لم يهدوه وكان قاب قوسين على أن تستسلم اليهود غير أن الأمور مرهونة لأوقاتها ولله تمام الحكمة وله الحجة البالغة، فلو شاء لهدى الخلق أجمعين وفي عام (١٣٧٣ هـ) نودي به وليًّا للعهد وفي عام أربع وثمانين نوديَ به ملك الملكة العربية السعودية عن اختيار من الأمة واتفاق على ذلك فسار بالمملكة إلى الأمام ولا نطيل فحدِّث ولا حرج ولكن ويا للأسف أنها اختطفته أيدي المنية وخسرته المملكة وقد قلت هذه المرثية في عاهل الجزيرة الراحل الذي شاهدته من أعظم المحترمين لي والمقدرين للعلماء فيا لها خسارة لا تشبهها خسارة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فقلت هذه مرثية في إمام المسلمين وأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز لما توفاه الله تعالى بسبب الاعتداء فأصبحت المملكة العربية السعودية بحالة حزينة لفراقه:
لكارثة هدت جميع الجوانب ... نريق دموعًا حزنها غير ذاهب
على فيصل بدر الزمان وشمسه ... ومن حاز جل الكرامات الأطائب
فلله من عين تحلب دمعها ... وتبكي طويلًا بالدموع السواكب
على مثله تبكي الأنام بحسرة ... وتندب شهمًا ماهرًا في التجارب
فما شئت من حزن وندب ولوعة ... وحسرة أشجان وصرخة نادب
أصيبت به أقطار أمة يعرب ... بكى الشرق ثم الدهر حتى المغارب
فيا لك من رزء ويا لك من أسى ... ويا لك من حزن مرير المصائب
فيا أمة الإسلام هذا مصابكم ... دهانا به فدم جهول العواقب
عليه من الرحمن ما يستحقه ... وباء من المولى بخزي العواقب
وقد قيل في الأمثال بيت وإنه ... لا صدق قيل في اللئام الأجانب
فلا تحقر الخصم الضعيف بضعفه ... فكم خرب الجرذي في سد مأرب