للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دهانا بها عظمى بكف أثيمة ... وكم من ضعيف نافذ في المضارب

فجعت به شعبًا وأيتمت أمة ... وأذويت روضًا زاهيًا بالغرائب

ففي خامس التسعين من بعد ألفها ... ثلاث مئين قد تلاها لحاسب

بيوم الثلاثاء من ربيع الأول ... ثلاث وعشر يومها ذو مصائب

فيا لك من يومٍ مشومٍ على الورى ... به ضلت الأفكار حقًّا لنادب

به فقدوا حبرًا شفيقًا على الورى ... سجيته نشر الهدى في الأجانب

به فقدوا شهمًا نبيلًا مؤدبًا ... شمائله التقوى وقمع المشاغب

لقد كان سدًا محكمًا دون شعبه ... وغوثًا عظيمًا يرتجى في النوائب

فما فيصل إن قيل من هو فيصل ... سوى أمن أوطان وغوث لطالب

ملاذ عيايل ثمال أرامل ... غياث ذوي عدم جزيل المواهب

ملاذ لقصَّادٍ إذا ما لجوا له ... وقد نالهم أمر عظيم المصاعب

يقضي لياليه قيامًا بواجب ... لإنصاف مظلوم وقمع المشاغب

صبورًا على الشدات محتمل الأذى ... إذا أظلمت أرجاؤها بالغياهب

لقد ملأ الدنيا سرورًا وغبطة ... وأضحى بنو الإنسان في خير عاقب

فيا ويح للشورى إذا قيل من لها ... ويا ويح للآراء في فقد صائب

مضى ملتجأ المفهوم من كان ساهرًا ... لنصرة مظلوم وكشف المعاطب

مضى كاشف الأوهام في عقله الذي ... يفوق به أهل النهي والتجارب

لقد كان كهفًا يلتجي فيه خائف ... يلاذ به عند اشتداد النوائب

وسرنا نشق البيد من كل وجهة ... لتشييع جثمان ودفن لذاهب

نوالي إلى نحو الرياض مسيرنا ... بيوم به لفح الهجير النواكب

فلله من ألف وألف تجمعت ... وضاقت بهم أقطارها في المناكب

هناك ترى فوق البيوت خلائقًا ... نساء وأطفال كحال الجنادب

شوارعها من غصة قد توقفت ... ينادون بالويلات من حر لاهب

فهذا لذكر الله يرفع صوته ... وذاك بتكبير وذا بتناحب