للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم ثاكل حرى تمزق شعرها ... وأخرى تنادي في عويل مصاخب

شعارهم لبس السواد لفقده ... وتمزيق أثواب وصرخة نادب

وأعلنت الأرض الحداد تفجعًا ... واقفلت الأعمال عن كل طالب

ونكست الأعلام فوق عراصها ... ونودي بالأحزان في كل جانب

بكته جهات الأرض في كل وجهة ... ورن صداها في عراض السباسب

وشقت جيوب من يتامى ورملة ... ينادون ربًا ليس عنا بغائب

إلهي فجعت الشعب كن مخلفًا لهم ... ببر قدير حافظ للجوانب

يلم لهم شعثًا ويجمع شملهم ... فأنت إله الخلق مسدي المواهب

وقفت على أنصابه أبدى للأسى ... واستنزل الغفران من خير واهب

على ذلك المدفون نرجو له الرضا ... أنادي بجبران وبرد اللهائب

إلى الله نشكو لا إلى الخلق ما بنا ... فما زال معروفًا لجبر المصائب

إِذا فيصل فينا قضى اليوم نحبه ... فخالقه حي مجيب لطالب

وهذا ولي العهد أمسى مبايعًا ... وما خالد إلا سليل الأطايب

فما خالد إن قيل من هو خالد ... سوى الأمل المحبوب ليث الكتائب

نبايعه حقًّا على السمع أمره ... وطاعته فرض علينا كواجب

وذا فهد أمسى وليًّا لعهده ... فأكرم به شهمًا رفيع المراتب

وأختم قولي بالصلاة مسلمًا ... على من به ختم الكرام الأطايب

محمد المبعوث للخلق رحمة ... نبي أتانا من سلالة غالب

وآل وأصحاب هداة أجلّة ... وأتباعهم من كل حبر وتائب

وقال عبد الفتاح خياط هذه المرثية في الملك الراحل:

سمعت الطفل يصرخ واأبانا ... من الهول العظيم لقد عمانا

وجن البعض من خطب أليم ... تردد في الإذاعة ما دهانا

وصار الكل يمشي دون عقل ... يمزق للثياب وما كفانا

وزلزلت الجبال لهول يوم ... وحتى الشمس غابت من سمانا