وفي كل الجزيرة صار حزن ... وحتى مصر والأردن معانا
وفي لبنان والصومال وسوريا ... وفي آسيا وأفريقيا وغانا
وكل الشرق والغرب ناحوا ... وهزتهم فجيعة ما أتانا
هو القدر المقدور لست أدري ... لماذا قد تعجل وابتلانا
بفقد حبيبنا والحب غالٍ ... وأمر الله ينفذ كيف أين كانا
وقال أحمد بن عبد الله العامر:
عزاءكم أن الفقيد شهيد ... وإن أمير المؤمنين فريد
تفرد بالمجد الذي جاوز العلا ... وكان لأهل الخافقين يقود
من لم يكن للمال جامع تبره ... ولكنه بالمال كان يشيد
بنى النهضة الكبرى بعشر وإنما ... له المعجزات الغر وهي تزيد
فتى الصدق في وسم السياسة مثله ... مثال أبي الخطاب وهو عميد
فتى العزم لم تعرفه عنه مقالة ... ولم تثنه في المعضلات حشود
فتى العدل والإنصاف نهج وغاية ... ونبل سيفنى الدهر وهو جديد
فتى الحلم والمعروف والطهر والندا ... وإن قصرت أيدي الكرام يجود
أناة إذا خطب ألم وحكمة ... جسور على الأقدام وهو سديد
وفيّ وشهم والرجولة معدن ... خلال له في العالمين شهود
إلى جنة الرضوان يا خير راحل ... وفيها لأخيار الوجوه خلود
رحلت فلم تترك ثقوبًا خلية ... وفي خفقات القلب منك وجود
يقصر عن تعداد فضلك شاعر ... ويعجز عنه في المقال قصيد
عزاؤكم يا آل مقرن أنه ... شهيد بأخبار الرجال وحيد
عزاؤكم فيه وأنتم عزاؤنا ... وأنتم بأعشار القلوب شهود
ويبقى طويل العمر خالد خالدًا ... يحقق آمالًا لنا ويزيد
ويبقى ولي العهد فهد معينه ... وتبقى بحبات القلوب عقود