إلى الله ويعظ ويرشد ويوجه، وله جاه ومنزلة عالية تهابه الملوك وتقبل توجيهاته. وهذه صفته: كان مربوع القامة حسن الوجه صلبًا قويًّا مع لين وحسن معاشرة لمن قصده ولونه حنطي قد وخطه الشيب لما أسن وفي آخر عمره أصيب بربو قد يزداد عليه وقد يخف حتى أنهكه ذلك لأنه يتعب نفسه ويباشر مهام الأمور ويوالي بين الحج والعمرة حتى توفاه الله تعالى في ليلة الأحد ٢ من رمضان في هذه السنة بمدينة الطائف فصلى عليه هناك جم غفير وخلق كثير على رأسهم الملك خالد وولي العهد وجمع حاشد من العلماء والأعيان ثم نقل جثمانه بطائرة إلى مدينة الرياض حيث صلي عليه بالجامع الكبير حضر الصلاة عليه خلائق كثيرون ودفن في مقبرة العود بين أسلافه وأجداده وقد نعته الصحف وبكته الأمة رحمه الله وعفا عنه.
الشيخ عبد العزيز بن سليمان بن فريح من أهالي وشيقر، ولد رحمه الله في بلدته عام (١٣١٣ هـ) ثم سافر إلى مكة المكرمة بعدما أخذ مبادئ من العلوم في بلدته حيث تعلم القرآن الكريم وعلم الخط والحساب لأن الظروف قضت بذلك لسفر والده إلى أم القرى فأخذ عن علماء الحرم الشريف فلبث هناك ثم رجع بعد ثلاث وعشرين سنة إلى بلده، وقد راودوه على القضاء لكنه رفض وهو مدرس في المدارس الحكومية واستمر في وظيفة الإمام والخطابة والتدريس، فهو خطيب جامع وشيقر، ولما أرهقته الشيخوخة ترك التدريس وجعل يتابع الوعظ والإرشاد وتجرد للعبادة والاجتهاد حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة وكان من العناقر قبيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري.
الشيخ محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن رشيد، ولد هذا العالم في إحدى ضواحي مدينة الرس عام (١٣١١ هـ). فنشأ كغيره من الطلاب يدرس على معلم في الرس تدعي محمد بن صالح بن خليفة كان هذا المعلم من أهالي الرس ثم استوطن مدينة بريدة بعدما ذهب إلى الرياض وأمضى حقبة من الزمن وبعد رجوعه إلى بريدة تتلمذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولبث فيها عشرين عامًا حتى توفاه الله على إثر حادث انقلاب سيارة عام (١٣٦٨ هـ) رجعنا إلى