وتحكماتهم في بلاد العرب لم يهتز العالم لذلك كله بل اهتز لموت أم كلثوم العجوز الشمطاء المغنية، فوالله لو عقل أولئك المجانين لعلموا أن قلوبهم قد ماتت قبل موت أم كلثوم {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥)}.
وفيها ٨/ ٨ ثار شعب بنغلادش من الباكستان الشرقية التي سكانها ٧٥ مليونًا وأطاحوا بحكومة مجيب الرحمن، فقتل في بيته وهو رئيس الجمهورية وكانت ولادته عام (١٩٢٠ م) عن عمر يناهز الخامسة والخمسين وتولى بعده الرئيس أحمد وكان يتظاهر بالإسلام ويحارب الشيوعية وكان عضد الرئيس مجيب الرحمن غير أنه كثير الخلاف في الشيوعية.
وفيها في يوم عيد الأضحى نشب حريق هائل في منى وحجاج بيت الله مكتظين هناك، وبما أن خيام الحجاج متماسكة فقد أتى الحريق على جملة منها وهلك بأسبابه أنفس كثيرة بشرية، وأصيب آخرون وترك ذلك الحريق ميدانًا كبيرًا وكان أسبابه أسطوانة غاز انفجرت فسببت تلك الأضرار وعم الحريق ما يليه من الأسطوانات.
وفيها في اليوم ١٩/ ١٢ قام خمسة إرهابيون فدائيون فاختطفوا طائرة تحمل وزراء البترول أحمد زكي يماني السعودي ووزير الكويت ووزير إيران ووزير العراق وغيرهم وكانوا قد امتطوا تلك الطائرة لحضور المؤتمر في النمسا فأصبحوا مهددين تحت الأخطار وقام أولئك الأشقياء بتسخير الكابتن على ما تقتضيه إرادتهم بعدما قتلوا اثنين من رفقة الوزراء، ثم أنهم ذهبوا بالطائرة يريدون مطار الجزائر وطلبوا تزويدها بالوقود، ثم ذهبوا بالطائرة يريدون مطار تونس غير أن الحكومة هناك مانعت من نزولهم فيها ثم أفرجوا عن بعض الوزراء وأصبح البقية مهددين تحت رحمة الإرهابيين ولما أن رجعوا إلى الجزائر ورجع بقية الوزراء سالمين على متن طائرات بعثت بها إليهم حكوماتهم.