وأصيب في أواخر عمره بمرض السكر لأنه كان ممتلئ الجسم وقضى عليه مرضه وهو مسافر في نسك العمر رحمه الله وعفا عنه.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ عبد العزيز الفوزان وهذه ترجمته: هو الشيخ عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم بن صالح بن فوزان بن راشد وتقدم ذكر نسبهم في ترجمة والده وينتمون إلى الروقة من أفخاذ عتيبة ولد في مدينة بريدة عام (١٣٣٣ هـ) ونشأ بتربية أبيه وعناية الله ثم عنايته وأدخله والده على مؤدب يدعى محمد بن عقيل لتعلم القرآن والكتابة ثم إنه أخذ يطلب العلم من الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وأكثر الأخذ عن الشيخ عمر والشيخ عبد العزيز العبادي وجد واجتهد ونافس في طلب العلوم الدينية في حلق الذكر ومن معلوماته ثلاثة الأصول والتوحيد وكشف الشبهات ومفيد المستفيد وآداب المشي إلى الصلاة وعمدة الأحكام وعمدة الفقيه ودليل الطالب وشرحه وزاد المستقنع وشرحه للبهوتي وبلوغ المرام والمنتقى من أخبار المصطفى وعكف على المراجعة في القناع وكشاف القناع والمقنع، وفي عام (١٣٥٦ هـ) جعله الشيخ عمر إمامًا في مسجده الكائن شرقي مدينة بريدة ثم إنه رفع للقضاء في الجوف دومة الجندل ثم في ضرية ثم نقل إلى قضاء صبيًّا ثم كان رئيسًا لمحكمة جيزان ثم نقل إلى بلد الطائف فمكث فيها إلى عام (١٣٨٠ هـ) حيث نقل إلى هيئة التمييز فكان عضوًا فيها بمكة المكرمة، واستمر في تلك الوظيفة ولما أن كان في ١٧/ ١٢ أصيب بنزيف في المخ بعد صلاة الفجر من ذلك اليوم ففقد وعيه ودام مغمى عليه إلى الليل حيث توفاه الله تعالى في الساعة الثانية بعد الغروب وقد نقل إلى المستشفى فلم يغن ذلك عنه من شيء وكانت وفاته ليلة الخميس ١٨ من الشهر المذكور فصلى عليه في المسجد الحرام ظهرًا ودفن في العدل، وكان في جميع الوظائف التي نالها محمود السيرة ومثالًا في النزاهة والحكم بالحق وهو من زملائنا في الدراسة ومن جملة أصحابنا مولعًا بدراسة النحو وله حظٌّ في معرفة المواريث، ومع ذلك فإنه دمث الأخلاق متواضع