بعده من المحن والأحن والزلازل والكوارث وما حل في نجد من الدمار والخراب وتسلط الأعداء وشتات الشمل واذية أهل الدين بالقتل والأسر والنفي مطلع القصيدة:
سلام عليكم دونه عدد الرمل ... يجدد ما تبقى البواكر والأصل
وعدتها خمسة وعشرون بيتًا، فأجاب الشيخ عبد الرحمن عليها بهذه القصيدة التي أهاجت السواكن، وهي قوله:
تخطت إلينا حين عنَّ لنا الوصل ... مفاوز نجد كلما انخفضت تعلو
فتاة كمياس الغصون تمايلًا ... وقد أكملت فيها الملاحة والدل
لها فاحم ضاف على الردف سابغ ... ووجه يضاهي البدر هابه العقل
لها منزلٌ من بين حزوى ورامة ... ومن دون مرباها الصوارم والأسل
أناخت إلينا عند إدراكنا المنى ... لعسر مضت من بعدها أربع تتلو
فضمت وحيت ثم بشت وأسفرت ... عن الورد والياقوت واللؤلؤ المحل
فقلت لها أهلًا وسهلًا ومرحبًا ... سلام عليكم دائمًا أبدًا يعلو
الذ وأحلى من زلال على الظما ... وأبهى من الروض الذي صابه الوبل
تحية مشتاق على البعد والجلا ... ولم يسله عنكم نعيم ولا أهل
لأنكمو أهل الفضائل والتقى ... بكم قام فرع الدين وأغدودق الأصل
فعادت وأبدت بالثنا لابن أحمد ... أبي وفي عالم فاضل سهل
تخبر عن ذلك الفتى بفضائل ... تنبئ عنها الرسائل والرسل
يناد مني بالبعد عنه كتابه ... لقد طاب ذاك الفرع أيضًا كذا الأصل
وذكرتني يا ابن الإمامين معشرًا ... هم السادة الأنجاب والأوجد النبل
صحبناهمو دهرًا نعمنا بظلهم ... علينا غمام بالغنائم تنهل
وأيدلت منهم أوجها لا تسرني ... وجسمي بأرض ليس فيها لنا شكل
فلما افترقتا ضل قلبي بأرضهم ... سوى عصبة قلوا فكنت بهم أسلو
فيا لهف نفسي بأذكاري ولوعتي ... على أنجمٍ غابت فغاب بها العدل