وكان في صفته حنطي اللون ممتلئ الجسم قد لوحته الشمس وفي لسانه ثقل ولكن الله يساعده بالبيان وكان له مؤلفات منها زيادات في نظم قصة يوسف للشيخ يحيى الصرصري، ومنها تفسير القرآن الكريم، وزيادة توضيحات لكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لأنه قال لي مرة نريد تركيز العقيدة في قلوب الخلائق تركيزًا وشن الغارة على المنحرفين وفضحهم وهتك أستارهم لأن الله أعطاه قوة ملكة في بيان تضليلاتهم.
والرجل مجاهد بلسانه وبيانه يغشى الناس بالموعظة في مجامعهم ولا يخاف لومة لائم، وقال قصائد مهيجة في نصرة فلسطين والذياد عنها فمن ذلك قوله من قصيدة:
فلم يلغبونا بالقوى أبدًا كذا ... ونكباتها الأخرى كذلك فاعدد
فنكبتها الأولى بفقد عقيدة ... فلسطين ما ضاعت بقوة معتد
فلسطين بالتكبير حررها الأولى ... وقوة إيمان كسائر أبلد
ولو صدقوا في الدين أيضًا لكبروا ... بالسنة لا تألف اللغو والدد
فيسترجعوها مع سواها ويزحفوا ... كما زحف الأسلاف في كل أنجد
ولكنهمو مالوا إلى شهواتهم ... ولم يستجيبوا للإله الممجد
فلسطين ضاعت إذ أضاعوا صلاتهم ... ومزقوا القرآن تمزيق ملحد
بتعطيلهم أحكامه وإباحة ... لخمر وفحشاء إذا رضي الردي
فلسطين أدمت قلب مستضعف يرى ... تلاعب ماسونية اليوم والغد
وكانت شعارًا كاذبًا يرتدي به ... دجاجلة الغوغاء في كل مشهد
يريدون منها سلعة عاطفية ... وجرحًا ذكيًّا دائمًا لم يضمد
يريدونها ذخرًا به يحصلوا على ... مناصب عليا مع مديح لنشد
فلسطين رمى لعبة ووسيلة ... لسائر طلاب الكراسي ومقعد
فلسطين دمي متجرٍ أو بضاعة ... لمتجر من ساسة ومعربد