وفيها في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء ١٦ ربيع الثاني (١٣٩٩ هـ) قامت المدفعية الإسرائيلية الثقيلة طويلة المدى تقصف النبطية التي تحتوي على القوات الفلسطينية التقدمية في جنوب لبنان وتحلق طائراتها في سماء المنطقة وتكثف القصف على الأشرفية والمحمودية بلبنان تتعاقب على مقدار عشرين كيلومتر شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية مما أسفر عن قتل وجرح وإتلاف كثير من السكان وإتلاف قسم كبير من المزروعات إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني.
ولا يخفى أن أطماع اليهود لا تقف عندما اغتصبته أولًا وآخرًا وما منحته أولًا من البلاد العربية بحيث انتهى الأمر أخيرًا في الهزيمة النكرى هزيمة حزيران إلى أن خسر العرب القدس وما تبقى من أرض فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة مع أراضي واسعة من مصر وسوريا إذ استولى اليهود على سيناء وأشرفوا على قناة السويس كما تسلموا مرتفعات الجولان الحصينة وكانت أكبر ضربة تلقاها العرب في تاريخهم الحديث.
وأن الخريطة الجغرافية التي وضعها اليهود لدولتهم المرتقبة تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وقسمًا كبيرًا من العراق وقسمًا من أرض مصر شبه جزيرة سيناء والدلتا كما تمتد جنوبًا لتشمل المدينة المنورة وكان مما قاله مناحيم بيغن في تل أبيب أن إسرائيل بوضعها الحالي لا تمثل إلَّا خمس ما يجب أن تكون عليه أرض الآباء وأنه يجب العمل على تحرير أربعة أخماس الباقية.
وفيها انتهى العمل من تركيب باب الكعبة المعظمة الذي كان من خالص الذهب فجاء كأحسن شيء وإنها لحسنة خالدة في تاريخ الملك خالد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية جزاه الله خيرًا بحيث لم يسبق إلى مثل هذا الباب طيب الله ثراه وغفر له، أما عن الباب القديم الذي صنعه الملك الراحل عبد العزيز والد الأسرة، فقد لبث ثلاثة وثلاثين عامًا ولا ريب أن هذا الاعتناء بالكعبة العظمة