وقام صاحب العين على الماسورة فخرقها وجعل فيها عشرين ليًا ممتدة على الأرض وكل لي يقدر بطول أربعين مترًا كل منها مشغول ولو شئت لقلت بعضها بطول خمسين مترًا بالزام ممتدة من كل جهة ورفع ماسورة تصب في جابية للسباحة فكانت الخليقة تغتسل على السواء وتدلك أجسامها في تلك الجابية واختلط الحابل بالنابل فلا ترى إلَّا عراة ليس عليهم سوى ما يستر سوأتهم والماء يصب عليهم من أعلى واختلط الأبرص بالأعمى والأصم والمقعد والأجرب وكل ذي عاهة على السواء يغتسلون في تلك الجابية الضيقة وجعل للرجال ساعات معلومة كما أن للنساء ساعات أخرى.
ونظمت الجيكات والبراميل إلى تلك الليات فمن يملأ الإناء أو الجيك فكأنَّه نال الشفاء، ومن الناس من يأخذ بيديه ماء ويدلك به جسمه وازدحموا زحامًا لم يكن له مثله ولا على بئر زمزم وسول للعالم أن ذلك الماء صالح لجميع الأمراض سواء كانت جلدية أو جوفية يشربون ذلك الماء ويتداوون به من كل علة كالبرص والجذام والشلل والعرج والصمم والعمى وغير ذلك.
ويروي بعضهم لبعض ما رآه من الشفاء نتيجة استعمال ذلك، ومنهم من ينادي دعوا الصيدليات واتركوا المستشفيات والأطباء فقد أنزل الله الشفاء، ورأيت رجلًا واقفًا على سيارة دودسن وهو ينادي بأعلى صوته هلموا إلى العافية هلموا إلى الشفاء، وذكر أنَّه جاء من مدينة جدة وهو أعمى أصم وأبكم ومقعد فاغتسل ثلاثة أيام من هذا الماء وشفاه الله، وجرت أمور تضحك العقلاء أشبه بها بخرافة، وجرت حالة يعجب لها وكان رجال الشرطة يحجزون بعض الناس عن البعض خشية أن يهلكوا وروي أن بعض الأجواد طلب شراءها من صاحبها بقيمة باهظة ليكون له الفضل والإحسان وينال درجته التي اختصه الله بها ولكنه أَبى، بل يكن ذلك في موازين حسناته.
وفيها في ٢٥ شوال الموافق ٤ سبتمبر أيلول عام (١٩٨٥ م) ميلادي وقعت