وفي هذه السنة تكشفت الأوضاع عما تبيته اليهود للعرب من أنَّها تستعد لطرد العرب من بلاد فلسطين وتسعى لتهجير السكان وإخراجهم من منازلهم وتسعى أيضًا لتهويد الأراضي الفلسطينية وتعرضت مدينة الخليل لتصعيد خطير في سياسة الاستيطان التي تقوم بها سلطات العدو ففي ١٧ جمادى الأولى من هذه السنة قامت قوات العدو تحاصر مدينة الخليل، فقامت أربع مدن عربية في الضفة تضرب احتجاجًا على القرار اليهودي بتوطين اليهود في مدينة الخليل وقامت مظاهرات من عرب فلسطين ضد هذا القرار، وبما أن مجلس الأمن أصبح آلة في يد اليهود تصرفه كيف شاءت، فلا فائدة منه للعرب.
تنبيه: ذكرنا إعدام جهيمان و (٦٢) من رؤوس الفتنة، وذلك في اليوم ٢١ من صفر عن أمر ملكي مبني على فتاوى العلماء وقد وزعوا على ثمان مدن في المملكة ليتعظ بهم من تسول له نفسه شرًّا والسعيد من اتعظ بغيره وقد نشرت أسماؤهم ومن أي البلاد كانوا.
ولما أن هلك رجال على الطائرة العسكرية بالقرب من مطار المدينة تأثر الملك خالد لذلك المصاب ونشر جوابات يعرب فيها عن ألمه البليغ بفقدهم، وقال: لكننا محتسبون وصابرون لقضاء الله وقدره، ولا رادّ لقضائه وإننا نسأله تعالى أن يجعلهم في عداد الشهداء البررة وفي جنات الخلد والنعيم، ونتوجه بعزائنا ومواساتنا القلبية إلى أسر وذوي هؤلاء الشهداء في كلام طويل جوابًا لقائد الحرس الملكي عبد الله البصيلي، وقد أمر بمكرمة لأسرهم وذويهم وكان قد وجه إليه برقيات وإلى ولي العهد فيها الثناء عليهما نحو مواساة أسر أولئك الذين سقطت بهم الطائرة المذكورة وتأثر الملك خالد جدًّا.
كما أنَّه تفضل بتوجيه كلمة سامية لأبنائه أفراد القوات المسلحة والحرس الوطني تقديرًا لإخلاصهم وتفانيهم في تطهير البيت الحرام، كما أن الشهداء الذين قتلوا وهلكوا في هذا الحادث جمعت لأسرهم التبرعات من الحكومة والشعب.