كلمته وشتت بين قلوبهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم وأدر عليهم دائرة السوء وأنزل عليهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم الجرمين، اللهم اشدد عليهم وطأتك وارفع عنهم يدك ومزقهم كل ممزق ودمرهم تدميرًا.
قال الدكتور حسن نصيف هذه القصيدة التي صاغها بمناسبة الجريمة التي ارتكبها جهيمان وأصحابه في المسجد الحرام:
الله أكبر ضج البيت والحرم ... وهزَّ أم القرى في الفجر مضطرم
عصابة أقبلت والشر باعثها ... وتدعي الدين جل الله والقيم
أيجعل الدين ببيت الله مذبحة ... وهل من الدين ترويع الملا ودم
وهل من الدين ضرب الآمنين ... به وفيهم الطفل والمسقوم والهرم
تصايح الناس في خوف وفي جزع ... واخالداه فلبى الصوت معتصم
وقال للجند لا ترموا ولا تصبوا ... إن سلم القوم كان الخير والسلم
وإن تولوا فإن الله ناصركم ... وانسوا التريث صارت لاءنا نعم
فأنزل الله جندًا من ملائكة ... ومزق الله شمل الجمع فانهزموا
وقفت بالمسجد المحزون أسأله ... أين الطواف وأين الركن يستلم
وأين أصوات أذان في مأذنة ... وأين زمزم تسقي كل من سقموا
قد كان أحمد في المحراب ما انقطعت ... فيه الصلاة ولم يتركه ملتزم
هل قدر الآثمون اليوم ما فعلوا ... وهل دروا كيف يجزي الله ما اجترموا
فمن أراد ببيت الله مظلمة ... فالله خاذلهم والله حسبهمو
يا رب قد صنت هذا البيت من قدم ... في عام فيل وكان الكفر والصنم
واليوم نبلى بهذا الهول من فئة ... ودينك الحق كل الأرض تنتظم
هل أنت يا رب تدعونا لموعظة ... هل نحن حدنا وهل يا رب نتهم
هل أنت تدعو إلى عود وتذكرة ... لشرعة الحق أن قد ضلت القدم
يا رب واحفظ ولاة الأمر واهدهم ... خير البلاد وبارك رب سعيهم
وفق أبا بندر للحق منطلقًا ... وحوله الفهد والأرواح والعلم