ولا سيما الطائرات ويصور فيها ركوبهم الطائرة وما فيها من القوة والمناعة وكيف سخر الله العظيم بقدرته ذلك الحديد ويصف إقلاعها وهبوطها باستخدام مادة الكهرباء الذي وفر للناس مصالحهم فمن أبياتها قوله بعد أربعة أبيات:
إذا محركها اشتدت صواعقه ... يكاد ينصم منها سمع آذان
باسم الإله ركبناها مسخرة ... تسخير مقتدر خلاق أكوان
توجهت تعبر الجو الرفيع بنا ... أمضى وأسرع من منقض عقبان
مرت على الطير مرتاعًا ومنذعرًا ... ما بين مندهش منها وحيران
مثل الشهاب يرى في الليل منطلقًا ... وراء مسترق للسمع شيطان
بنا مضت وتعالى الله حاملنا ... في البر والبحر تكريمًا بإحسان
حتَّى إذا شاهدت أعلام موقعها ... ترنحت ونحت قصدًا بإمعان
فتأتي منصبة إليه هابطة ... فتجري دراجة من فوق ميدان
فترسوا مثل رسو الفلك ثابتة ... الله أجرى وأرساها بإمكان
إلى آخرها وهي حسنة طويلة رنانة لولا خشية الإطالة لأتينا بها.
ولما مرض اشتد به المرض تحولت صحته إلى ضعف ونحول كذا وصف حالته نجله سعد بن محمد غفر الله لهما، ولما أن نعيت لنا وفاته وقد كان صديقًا وصهرًا وابنة الأخت تحته قلت فيه هذه المرثية لعلها تشفي غليلًا وتعزي مجروحًا وذكرنا فيها شيئًا من مناقبه:
على علم أمسى فقيد الحبائب ... نريق دموعًا من حلول النواكب
به قد أحاطت من أوامر ربه ... طوارق قد أودت به للمعاطب
وما المرء إلَّا عرضة لكوارث ... إذا أخطئت هذي فليس بهارب
أمور قضاها حاكم ومدبر ... وما من قضا الرحمن منجا لهارب
عنيت به ذا العلم ابن هليل ... محمدًا المعروف في كل صائب
وحبرًا به عبد العزيز أتى الورى ... فأكرم به شهمًا وأنعم بصاحب