إذا قيل من للمعضلات يحلها ... ويحكي عويصًا من فنون الغرائب
ومن لفنون العلم يبلغ شأوها ... ومن يرتجى من بعده في النوائب
أجابت فنون العلم حبر سميدع ... تغرد في علم يفوق لحاسب
وذاك أَبو المغوار ومن كان عارفًا ... بحكمة تدبير وكشف الغياهب
أجل يا أبا المغوار مالك صامتًا ... وقد كنت منطيقًا وأعظم واثب
عهدتك لا تبقي لصاحب حجة ... بقول فصيح ماهر في التجارب
تفوق على الأقران في غض نعمة ... وعيش رغيد راتعًا في المآرب
ينادون في الهيجاء ابن هليل ... وغصنك مياد وأعظم دائب
فما بال هذا الطود أمسى مهدمًا ... عليلًا كئيبًا شأنه كل مسالب
كأن لم يكن بالأمس نبراس حكمه ... يعود على الأحباب في كل طائب
فأين التداوي من دعاة مهارة ... لتكشف من أرزائنا كل صائب
أما كان في التمريض كشف لغمة ... ودفع الأوهام ودرء المعاطب
فما بالها أردت كريمًا وسيدًا ... وطيح به صخرًا صريع المصائب
ولكنه أمر الإله وحكمه ... فعدت جمادًا لا تجيب لنادب
خرجت من الدنيا كريمًا معززًا ... بذكر جميل حائز للمراتب
مضيت عن الدنيا سليمًا من الأذى ... نزيهًا من الأسواء وكسب المعائب
مضيت إلى رب جليل وغافر ... ونرجو لك الزلفى بيوم المصاعب
ليهنك ما قدمته من محاسن ... وما سجل التاريخ في رق كاتب
عليك سلام الله يا خير راحل ... ويا خير مفقود بخير المناقب
وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على المصطفى المبعوث من نسل غالب
وآل وأصحاب هداة أجلة ... وأتباعهم في الهدي من كل ذاهب
وممن توفي فيها علي بن معارك رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو الأديب الأريب ذو الأخلاق والمكارم المعاشر المبتسم البشوش العاقل الرزين علي بن عبد