في جردة السوق خيرات منوعة ... يلقى بها كل مبتاع لما طلبا
وفاض إنتاجها مما تصدره ... لكل قطر من المحصول ما جلبا
قرى القصيم وما يتبعه أجنحة ... أنعم بها مسكنا للضيف قد رحبا
كذا الصباخ ووهطان وأخببة ... مع البطين غزير الماء قد عذبا
شكرًا جزيلًا لمن أسدى فضائله ... رب العباد والذي للخير قد وهبا
ثم الصلاة على المختار سيدنا ... ما ضاء برق لوبل ماطر سكبا
وله شعر جميل يمتدح فيه الدار والسكان ويشكو نزوحه إلى ديار الغربة وفراق الوطن.
وكان شيقًا حبيبًا لبيبًا مأمون الشر عشرًا لا يمل حديثه نزيهًا بشوشًا وإنا لندعو له ونترحم عليه ونسأل الله له المنزلة العالية في الجنَّة، وكان من جيراننا في بيت والده الذي هو أقرب الجيران من بيتنا، وكان ينتاب وطنه للزيارة، وفي إحدى زياراته لبريدة سقط من السيارة فأصيبت إحدى قدميه بكسر.
وفي هذه السنة توفي على إثر انقلاب سيارة كان فيه حتفه، وهكذا الدنيا هموم وأحزان ومصائب في المال والأنفس والثمرات، قال الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}(١) وبالجملة فإن الدنيا دار من لا دار له، ومنزل من لا منزل له، ولها يجمع من لا عقل له ولله در القائل حيث يقول في وصفها:
ومن صحب الدنيا على جور حكمها ... فأيامه منكودة ومصائب
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ... إذا سر فيها جانب ساء جانب
وقد وصف العقلاء حالة ابن آدم في هذه الحياة وأنه مهدد بالآلام والمصائب