والمخاوف كرجل فر من عدو واختفى في أعلى بئر عن عدوه، فحانت منه نظرة إلى أسفل البئر فإذا في أسفلها ثعبان عظيم فرجع إلى قدميه اللتين قد اعتمد عليهما وهل هما متوثقتان من طي البئر وإذا قد خرج من حوالي كل قدم حية تريد أن تنهشه إن غفل عنهما وكان بأعلى البئر شجرة لها أغصان فشد بيديه على غصن منها ليكون سببًا يتعلق به عند الحاجة والضرورة فإذا جرذ يقرض به فوقف متحيرًا لا يأمن من الحيتين إلى جانبه أو يسقط على ما في أسفل البئر، فإن تعلّق بالغصن فلا يأمن أن ينكسر به لعبث ذلك الجرذ به فبينما هو كذلك حانت منه نظرة فإذا عسل يقطر من بين حجرين أمام وجهه فأخذ يلعق العسل ونسي ما هوفيه من الأهوال نسأل الله تعالى السلامة والعون على ما نحن فيه.
وفيها وفاة الشيخ عبد الرحمن بن دخيل رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته، هو الشيخ الزاهد الورع الفقيه القاضي في لينه عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله بن محمَّد بن عثمان بن دخيّل بتشديد الياء من النواصر من بني تميم ووالدته من الجمالة أسرة معروفة، ولد في بلدة المذنب عام (١٣٠٨ هـ) وكان من بيت علم وصلاح فنشأ نشأة صالحة، وأخذ عن والده الشيخ عبد الله الذي كان مقصدًا لطلاب العلم في بلد المذنب.
ثم أنه بعد وفاة والده رحل إلى مدينة بريدة فأكبّ على طلب العلم بين يدي الشيخ عبد الله بن محمَّد بن سليم وبين يدي الشيخ عمر بن محمَّد بن سليم، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز العبادي، وكان طلاب العلم إذ ذاك يسارعون إلى مزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، وأخذ عن الشيخ محمَّد بن عبد العزيز العجاجي وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمَّد بن فداء كما أنه أخذ عن الشيخ صالح العثمان القاضي، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمَّد بن مانع وكان من زملاء الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عبيد بن عبد المحسن ثم سافر إلى الرياض للأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشيخ محمَّد