بن عبد اللطيف وجدّ واجتهد ونافس في طلب العلم وقد عينه الشيخ عمر بن محمَّد بن سليم مرشدًا وخطيبًا وإمامًا في هجرة الأرطاوية عام (١٣٤٤ هـ) ثم نقل إلى هجرة الصفراء عام (١٣٤٦ هـ) وبعد ذلك إلى غمرة من قبيلة الأسلم ثم إلى العظيم ثم إلى قضاء لينه.
وكان طلق المحيا متواضعًا بشوشًا رزينًا عاقلًا كثير التبسم عليه سيما الديانة والعلم وكان في إقامته بالعظيم يتجول في القرى التابعة لها ويعظ ويرشد فيها وفي حال قضاء لينه يدرس ويعلم في المساجد ونال محبة من الجميع له في سائر تقلباته وتنقلاته ولما بلغ من العمر ثلاثًا وسبعين عامًا أحيل على المعاش وذلك في عام (١٣٨٢ هـ) فرحل إلى هجرة العظيم وسكنها وألقى عصا التسيار فيها حتى وافاه أجله المحتوم فيها متفرغًا للعبادة مقبلًا على شأنه وللمترجم أخوة من بينهم محمَّد وسليمان وعثمان الذي هلك شابًّا في مدينة بريدة، وله ذوق عظيم في طلب العلم، وقد أشرنا إلى وفاته في (١٣٤٦ هـ)، وقد خلف المترجم عقبًا من الذكور.
وفيها في ذي الحجة أصيبت حكومة الجزائر بهزات أرضية أي زلزال شديد وكان الموضع المصاب منها مدينة الأصنام، فتهدمت مساكن كثيرة، وأصيب مائتان وخسون ألفًا ما بين قتيل وجريح، وقد قامت الحكومة الجزائرية بالدركتورات والشيولات لانتشال الجثث، فحصلت على ألوف من الجثث وتوالت الهزات عليها، وقد بعثت الحكومات مساعدات عظيمة من النقود لهذه الكارثة.
وفيها في يوم عيد الأضحى خطب معمر القذافي خطبة شنع فيها على السعودية باستخدام الطائرات في مِنى وعرفات، وزعم أنها طائرات أمريكية يجب الجهاد المقدس لذلك, لأن الحجاج تحت احتلال أمريكا، هذا ما أملاه عليه علمه.
وقد شنعت عليه السعودية بالردود وأجلبت عليه بالجرائد ضده، وكذبته الحجاج بافتراءاته حتى أن الحجاج الليبيين كذبوا مقالته وما زعمه، ولكنه تصدى لحجاج ليبيا حينما رجعوا فاعتقل ١٢ ألف حاج ليبي يحقق معهم ويعذبهم