والنخيل وكادت الريح أن تحمل ما مرت عليه لقوتها وهطلت أمطار فجرى وادي رضوان الذي كان بالقرب من ركبه فأحدث أضرارًا شديدة في الأحوال والأنفس بحيث هلك فيه من الأنفس البشرية خمسون نسمة، وفي آخر يوم الجمعة ٢٢/ ٦، ٢٧ الحمل نشأت سحب ثقال من الأفق الغربي فهطلت أمطار غزيرة على ما كان من أبان الأحمر إلى البدائع وما إلى ذلك، وكانت ممزوجة ببرد ورياح واستمر هطول الأمطار ساعتين تقريبًا فأحدث ذلك توقف السير وتعطلت حركة السيارات لأن الأرض كانت كالبحر فلا يهتدى إلى الطريق وليس من سبيل إلى ذلك، ولكن الله سلم من عطب السيارات.
كما أن مدينة حائل نزل عليها مياه غزيرة وارتفعت المياه إلى أمر قد قدر وكان ذلك مصحوبًا بالثلوج وبرد كبار فقد ارتفع منسوب الثلوج والأمطار في بعض الأماكن بمتر ونصف متر وكان ذلك في أوائل نوء المؤخر من برج الحمل وقد استمرت الرياح والأمطار طيلة أيام برج الحمل وأوائل الثور ونشأ عنها نقص أصاب الزروع والثمار وتكسرت نخيل واستمرت الظلم الشديدة بحيث لم يعهد مثل هذا منذ عشرات السنين وأصيب ما بين عقلة الصقور والمدينة المنورة ببرد توقفت له حركة السيارات واستمر نزول الأمطار على القصيم يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء وليلة الخميس اللاتي توافق ٢٠ و ٢١ و ٢٣ من برج الثور وكان لم ينقطع المطر طيلة هذه الأيام السابقة إلا دقائق معلومة ثم يعود.
ولما كان في ٢٢ من شهر رجب الموافق ١٥ أيار (مايو) جرى وادي الرمة وكان قد زخر هذه المرة مقبلًا من أقاصي مجاريه الغربية فألجم الجسور والكباري التي في طريقه له صوت عظيم فخرجت الأمة رجالًا ونساءً وأطفالًا لرؤيته من قرى القصيم ومدنه منتشرين يتفكرون على عظيم قدرة الله وقام قلم المرور والنجدات بالإنذار والتحذير عن الهلاك والوقوع فيه، وكان له زمجرة عظيمة مخيفة وقد حمل ما في طريقه من الحيوانات والبيوت والخيام فكانت غثاء وكادت السيارات لكثرتها تتحطم لولا قلم المرور واستمر يجري بقوة عشرة أيام.