وفيها قامت وزارة الحج والأوقاف في أواخر شهر رجب بهدم ثلاثة مساجد من طين في مدينة بريدة لإعادة بنايتها بناية حديثة ولتنفق عليها من قيمة مسجد ناصر بن سيف الذي شمله الهدم وبلغ تقويمه بتسعة ملايين ومسجد الشيخ محمَّد بن عمر آل سليم الذي بلغ تقويمه ثلاثة ملايين، وهذه الثلاثة هي مسجد محمَّد بن غنيم ومسجد الجريش ومسجد بن حوشان أمام السوق المركزي غربًا.
كما أنها هدمت مسجدًا ثالثًا مقامًا من لِبن وطين ينسب لابن ضحيان في قلب البلد حوالي التغيرة لإعادته مسلحًا.
ولما أن كان في منتصف شهر جمادى الأولى من هذه السنة لوحظ أن جامع بريدة الكبير الذي قام ببنايته الأخيرة مسلحًا الملك السابق سعود بن عبد العزيز حدث في جنوب المسجد تصدع في الحائط الجنوبي وفي درج الأبواب الجنوبية فكان من حسن الحظ أن قدم وزير المالية أبا الخيل لتشييع جنازة ابن عمه عبد الله بن سليمان بن حسن المهنا فسعى لدى ولي العهد سمو الأمير فهد بن عبد العزيز لترميم المسجد فقام بنفقة الترميم كلها وأن يكسى بالحجارة الهندسية مع مراعاة ما يتكلف من النفقة البالغة خمسة ملايين من الريالات، وقام المقاول محمَّد بن صالح بن فهد الرشودي بالعمل وأحضرت المخاريق والمعدات لذلك، وكانت البناية التي أشرف عليها فضيلة الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد لا بأس بها في القوة لأنها مقامة من خالص الأحجار والممتازة بالقوة وكان ما بينها وبين هذا الترميم أربعًا وعشرين سنة وانتهى عمل الترميم في غاية رجب من هذه السنة وقد ظهر المسجد مظهرًا لائقًا جدًّا وغير تلبييسه الأول وكهرباؤه إلى وضع أحسن وأقيم حائط للمصباح الداخلي إلى جهة الشرق وركب له أبواب في ذلك الحائط كما ركبت فيه مكيفات كثيرة وثريات سقفية وأقيمت أسفل الحيطان الداخلية والأعمدة بالرخام القوي الحسن الجميل، وفرشت الأرض على العموم بالرخام الجيد الحسن الأبيض، فجزى الله القائمين بالنفقة والمشرفين بإخلاص على أعماله والسعي في تكميله على الوجه المطلوب خير الجزاء.