وإنا إليه راجعون)، ومن ناحية أخرى أعلنت اليوم مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد ملكًا للمملكة العربية السعودية خلَفًا للمغفور له جلالة الملك خالد بن عبد العزيز كما عين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وليًّا للعهد ولما أن كان بعد الظهر جيء به محمولًا على طائرة من الطائف إلى الرياض حيث غُسل وكُفن ثم حمل إلى المسجد الكبير والجامع القديم، ووضع جثمانه فيه في الساعة الثالثة و ٥٥ دقيقة انتظارًا لصلاة العصر.
وكان قد غص الجامع الكبير منذ ساعات بالآلاف من المصلين الذين يمثلون مختلف الدول والشعوب العربية والإِسلامية والذين حرصوا على الصلاة على الفقيد سائلين الله له الرحمة والمغفرة وكان يخيم على الجميع الحزن والأسى لفقد واحد من رجالات هذه الأمة الأعزاء الذين نذروا أنفسهم وحياتهم لخدمة دينهم وأمتهم ومعايشتها في السراء والضراء.
والتفت الأسرة المالكة حول المسجد وعلى طول الشوارع يحف المواطنون الوفا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد وتوديعه الوداع الأخير قبل أن يوارى جثمانه، وكانوا يتهامسون فيما بينهم ومن خلال مشاعر الحزن والإيمان بقضاء الله بمآثره الطيبة.
وقد وجه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كلمة نعى فيها جلالة الملك خالد بن عبد العزيز إلى الأمة العربية والإِسلامية وأبّن فيها الفقيد داعيًا الله أن يتغمده برحمته وأن يوفق خليفته جلالة الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد إلى ما يحبه ويرضاه ودعا المسلمين إلى الإيمان بقضاء الله في خلقه مؤكدًا أن الموت حق على كل حي وأن على المؤمن أن يواجهه بالصبر والتحمل.
وفي الساعة الرابعة و ١٠ دقائق دخل جثمان الفقيد محمولًا على أعناق أبنائه المواطنين في الوقت الذي انهالت فيه دموع الجموع الغفيرة التي ملأت المسجد