وارتفعت أصوات المكبرين الداعين له برحمة الله الواسعة ثم أقيمت صلاة العصر وأم المصلين فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز وعقب صلاة العصر أقيمت الصلاة على جثمان الفقيد رحمه الله.
ثم حُمل ووري في الساعة الخامسة إلا رُبعًا من بعد صلاة العصر بمقبرة العود بالرياض، وقد شارك الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو سلطان بن عبد العزيز في حمل فقيد الأمة العربية والإِسلامية على أعناقهم وتوسيده مثواه الأخير داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أمته الصبر والسلوان.
وكانت الشوارع المحيطة بالمقبرة قد غصت بالآلاف من المواطنين الذين أصروا على الانتظار في حزن وأسى بالغين لساعات طوال ليلقوا النظرة الأخيرة على الفقيد الراحل وليودعوه الوداع الأخير رحم الله الملك خالد وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة.
لقد مات وهو في اللحظة الأخيرة من أنفاس الحياة جندي من جنود الله المسلمين المؤمنين يعمل كما ظل طوال حياته لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه ونشر عقيدة الإِسلام في الدنيا بين الناس كان ضد الظلم أيًا كان مصدره وأيًا كان سببه لفرد أو لجماعة أو لشعب بأكمله ولقد ظل طوال الساعات الأخيرة لا يعرف النوم ولا الراحة ولا الهدوء وهو يشارك بعقله وبقلبه ومشاعره وبجهد طاقته اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين محنة العدوان الإسرائيلي الغاشم ليقاتل معهم بكل ما أوتي من قوة حتى السماعة الأخيرة.
فلتبكه الأمة العربية والأمة الإِسلامية ولتبكه المملكة بحيث خسرت والدًا شفقيًا ساهرًا لمصلحتها فإلى جنة الخلد يا خالد إلى جنة الخلد يا من زرعت الحب في قلوب أبناء شعبك إلى جنة الخلد يا خالد بعد أن أديت واجبك كإنسان في هذه الدنيا تفعل الخير وتحب الجميع ولا تعرف الكراهية والحقد.