للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحن نسوق هذه المرثية التي جادت بها قريحة الأديب الشاعر عبد الله بن محمَّد بن خميس في هذه الرائعة والنازلة المحزنة.

إن شاعرنا الأديب هو أحد أدباء هذا الزمن لما أوتيه من عاطفة تجسد مشاعر الفقيد الراحل ودمعة تحدرت من وجنتيه ولوعة ساكنة بين أضلاعه وخفقة حزن في أعماقه فقال:

حبيب وما كل الملوك حبيب ... وراع إلى كل القلوب قريب

وما بهم أن يجمعوا في مودة ... فسنة أخلاق الأنام ضروب

ولكن إذا اختاروا مودة خالد ... فما هو حب في القلوب مريب

ألم يك طبًا في هواها وعارفًا ... له من مجاري نبضهن نصيب

تولى قياد الشعب سبعًا فما أتى ... مريبًا ولم يزورَّ عنه لبيب

يعادي ولكن في مخافة ربه ... ويشجع في مرضاته ويؤوب

وما مد يمناه الْحَصَان لريبة ... ولكن عليها من تقاه رقيب

ويعرف أن الْمُلْك ظل مبارح ... وأن خطوب النائبات تئوب

وأن لسان الخلق يشهد بالذي ... تبادر منه مخطئ ومصيب

فويل من التاريخ يأتي وما له ... حبيب ولا غير الصلاح ربيب

أيطمع أن تروى المحاسن جمة ... بهاله مدح يصطفيه مريب

يدل بها والخلق تشهد أنه ... به من ضروب المخزيات ندوب

تحاشيت هذا خالد وأنفته ... فعرضك عما قد يشين قشيب

تبعت الأولى من دوحة طاب أصلها ... لها في المراقي الصالحات وثوب

تباروا على الدين الحنيف خائفًا ... أريب مضى تتلو خطاب أريب

خلائق ما فيها منال لغامز ... ومآربها في المكرمات جديب

بها غرسوا في العالمين مودة ... لتبقى إذا خان النسيب نسيب

وما الحكم إلا أن يتوج حاكم ... بحب وأن تحنو عليه قلوب