فبالأمس غص القصر بل ضاق ربعه ... وما حوله مع أنه لرحيب
وتتلوه أيام تنوء بعارم ... من الحشد من كل البقاع تصوب
وفي كل إقليم حشود تتابعت ... إلى بيعة فيها النفوس تطيب
وهذا لعمري منتهى الحب أخصبت ... رباه وبعض المدعين كذوب
أخالد لا ينفك ربعك آمنًا ... وواديك مخضر الجناب خصيب
تعهدته بالبر حتى تأرجت ... مغانيه روض بالعطاء عشيب
فنم في رحاب الله عفوًا ورحمة ... عليك شآبيب الرضاء تصوب
وأن بني عبد العزيز تآزروا ... وكلهم في النائبات جنيب
لأخوة صدق لا يفل غرارهم ... إذا استخرت يومًا وعم قطوب
يؤمهم فهد الرضا من تجمعت ... عليه قلوب حمة وشعوب
خليق بها عدلًا وحلمًا ونائلًا ... ورأيًا إذا عمت عليه دروب
ربيب غلا لا يسبر الضد غوره ... وفي كل محمود الخصال ربيب
ولد الملك خالد عام (١٣٣١ هـ) ورباه والده تربية طيبة كجملة أولاده وسعى في نجابتهم وكرائم أخلاقهم ورجولة أخوالهم ونشأ في كنف والده الملك عبد العزيز حتى وصل إلى سن الدراسة فالتحق بإحدى مدارس الرياض التي ولد فيها ودرس العلوم الإِسلامية بشكل خاص واشترك مع والده في الجهود التي قام بها والده لتوحيد المملكة وتثبيت كيانها وعين مساعدًا لأخيه فيصل حيث باشر معالجة القضايا السياسية العامة وقد يتميز برجاحة العقل وسعة الاطلاع والحكمة وحينما تولى الملك فيصل عرش المملكة صدر مرسوم ملكي يجعله ولي العهد وقد صحب أخاه فيصلًا في بعض رحلاته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتولى رئاسة الوزراء بالنيابة وتقدم في عام (١٣٦٣ هـ) قدومه من أمريكا في رفقة أخيه فيصل ومديح الشاعر حسين خطاني له في قصيدته العصماء التي يقول فيها:
إذا قيل من تهوى السيوف يمينه ... تنادت به الأيام لا زلت أوحدا