وغيرها من الممالك، ومنذ أن قامت الشركة الأمريكية أرامكو تنقب عن الزيت وحفرت أبار الزيت وأنشأت مصانع هناك وأقيم حي السلامة أو حي السعودية وأصبحت مدينة الظهران لها منظر غير وضعها الأول وتحولت تلك الهوة من الحجارة إلى مناظر عجيبة وشقت فيها شوارع وغرس فيها أنواع من الأشجار والزينات وأضيئت بالكهرباء وجعلت مصافيات للزيت ويقول لي أحد المهندسين أن هذه المصفية ويشير إلى مصنع مرتفع بالجو قد أضيء رأسه قد كلف الحكومة خمسة ملايين وأراني محلات ومواضع قد أنشأت هناك لما يتطلبه الوضع.
وذلك لما زرت الظهران وقمت برحلة لمدينة الظهران عام ست وسبعين بعد الألف وثلاثمائة ووجدت هناك الشهم عبد الله بن سليمان بن عيسى من أهالي مدينة بريدة كان يمارس أعماله في الأمن هناك، وقد أثنى على مدينة الظهران، وإن الله سبحانه قد جعل فيها رزقًا لأولئك العمال الذين رحلوا إليها كما وجدتُ القائد تركي بن عبد الله بن عطيشان من أهالي بريدة وكان هو قائد المنطقة إذ ذاك وفيه شهامة وتقدم أهله إلى أن يكون هو القائد العام، وكان تركي معظمًا لديهم ويكنى أبا علي ويحترم لما كان فيه من صفات الرجولة والتقدم.
كما وجدت هناك أمير الخبر عبد الرحمن بن عيسى بن رميح كان أيضًا من مدينة بريدة ورأيته يستعد لإقامة مأدبة لأمير قطر علي بن عبد الله بن ثاني ويستعد لما يتطلبه الوضع لإكرام أمير عربي، وبما أن الأمير عبد الرحمن قد كان بيني وبينه صلة ومعرفة ذكرت له أنه لو اكتفى بامير المنطقة سعود بن جلوي فهو والد الأمراء هناك فذكر لي بأنه لا يحب الخمول وإنما له نفس عالية تطلب المجد والرفعة ويا للأسف أني غادرت البلاد ولم يساعدني الحظ للجلوس معهم على تلك المائدة وكان عبد الرحمن مديرًا قبل ذلك لمدرسة قرية الطرفية ففرقت به الأحوال إلى أن يكون أميرًا من أمراء المنطقة الشرقية ونفسه تتطلب المجد وقد توفاه الله بعد ذلك وهو يزاول العمل في إمارة الخُبر عن عمر يناهز الستين من الأعوام.