ولقد كانت المنطقة كلها تخضع لإمارة سعود بن عبد الله بن جلوي وجلوسه في مدينة الظهران اختاره الملك المغفور له عبد العزيز وكانوا يرون عند أشياء من تأمين المنطقة، فقد استطاع أن يوقف كل معتد عند حده وتركهم أمة طائعين خاضعين لحكومتهم وأصبح كل فرد منشغلا بنفسه وتأديب من خرج عن الجادة وللأمير سعود قصص في الأمن تقدمت في ترجمته في سنة وفاته فإنه كان أميرا وأي أمير قد خضع لسطوته القريب والبعيد هناك وإذا ذكر اسمه أمام البدوي من الأعراب وقطاع الطريق فإنها تكاد يفصل جوارحهم ذلك لما يعرفونه من صرامته وشدة بطشه وكان عريقًا بالمجد ولا يقعقع له بالشنان ويا ويل كل معتدٍ وكل متجاور لوضعه فنسأل الله تعالى أن يغيث الحكومات الإسلامية بالرجال الأكفاء الذين يسهرون على راحة الشعوب وأمن الأمة.
وممن وجدت هناك زميلنا في الدراسة على الدرب صالح بن محمد الصقعبي في مدرسة الأهلية وهو محمد بن علي بن مطلق مدير مطار الظهران، كان يقوم بأعماله بجد ونشاط أتيت إليه وقلت له أن الأيام التي أريد قضاءها في هذه المنطقة قد انتهت وقد قال لي المسئولون أن الطائرات محجوزة لنصف شهر للحجاج، كما أن القطار السريع محجوز لمدة أسبوع فقال لي أين عفشك فقلت حاضر ولكن كيف أصنع بدعوة قائد المنطقة تركي بن عبد الله فأجابني بقوله: إذا عزمت فتوكل على الله ويسمح القائد عن حضوركم فنفعني بالركوب رغم الحجز والمحاضرات، وكان وديعًا أديبًا وممن وجدت محمد بن علي الحوطي من أهالي بريدة، كان يقول إنني قدمت سياقة القطار فساقها الله لغيري وكان يسوق سيارة قلابي من ذوات النقل وممن وجدت هناك محمد بن سليمان بن عبد الله بن مشيقح أهداني كتاب تاريخ حميدان الشويعر وابن ربيعة وابن لعبون وابن سبيل شعراء النبط المشهورين وكانت الأمة ينتهزون من الأيام والليالي كأنها أيام وليالي أعياد وذلك للقبول في مدينة الظهران.