للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في نزاع وقتال بين الأهالي وكانت الصواريخ والقنابل الصاروخية الموجهة من بينهم وكل جهة تحارب الأخرى فإن البلاء لا يزال مستطيرًا والفتنة قائمة والثورات متتابعة وقد عجزت الأمة عن تسليك تلك الفتن.

وكذلك ما جرى في الصومال والعراق من الانشقاق والهند ويوغسلافيا من الحروب بين الصرب وبين البوسنة والهرسك أضف إلى ذلك إراقة الدماء في مصر وغيرها فإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها استهدفوا للعقوبات والأذى وقد قدمنا في ذلك ما يكفي وما وقع عليهم بعد ذلك من ملاحقة المسلمين وأذيتهم فأصبح دين الإسلام يلاحق ملاحقة فلا حول ولا قوة إلا بالله وأسبابه تخاذل المسلمين وتفككهم ومن عاش فسوف يرى.

رجعنا إلى ما نحن بصدده فنقول لما أن قامت المعدات بنسف الجهة الجنوبية الغربية من مدينة بريدة لجعل ذلك الموضع متسعًا وسوقًا مركزيًا للنظر إلى الظروف التي دعت إلى ذلك من أن تلك الجهة كلها بيوت قديمة من الطين واللِبن حتى اتصل الهد إلى الموضع المعروف بالسبيع والبوطة ونخيل الهوشان والشقيري وكلها نخيل وآبار في غريي البلد ومن خلفها إلى الغرب كثبان الرمال ألقت تلك الشيولات والدركتورات والمعدات البيوت التي استقامت على اللبن والطين من قبل فأزيل مئتان وخمسون بيتًا يتخللها ثلاثون دكانًا وأصبحت ليس فيها ديار ولا نافخ نار.

وكان بعض المولعين بتلك الخرائب لم يصدقوا وقاموا يرممون تلك البيوت بالحصا والجص ولما قامت تلك المعدات الحديثة والمعاول بنسفها وهدها ومن بينها مدرسة الصقعبي التي أشرنا إليها بالذكر والنسف وقد انمحت آثار هناك مشهورة منها قبة سعيد المنسوبة إلى سعيد المنفوحي ومنها مسجد ناصر بن سليمان بن سيف واسمه القديم مسجد المجردة وهو من المساجد القديمة ومنها دار الحمامة وكانت هذه الدار عالية جدًّا، وقد أبقاها أمير بريدة إذ ذاك فهد بن محمد بن عبد الرحمن آل