دع عنك ذكر الهوى واذكر أخا ثقة ... يدعو إلى العلم لم يقعد به الضجر
شمس العلوم ومن بالعلم متصف ... مفتاح خير إلى الطاعات مبتكر
بحر من العلم نال العلم في صغر ... مع التقى حيث ذاك الفوز والظفر
نال العلا يافعًا تعلو مراتعه ... ففضله عند كل الناس مشتهر
بالفقه في الدين نال الخير أجمعه ... والفقه في الدين غصن كله ثمر
وكان إلى ذلك صاحب دين مالكًا للسانه وحافظًا لكلامه ومن رجال العلم والأدب أضف إلى ذلك كرمًا ورجولة وعزة نفس ورزانة في العقل قمت مرة بزيارة للشيخ رئيس محاكم عنيزة عبد الله بن عبد العزيز بن عبدان في أناس من المشائخ والأعيان فوافانا المترجم عند الشيخ بن عبدان قبل صلاة العصر في أحد أيام سنة (١٣٨٨ هـ) في برج الأسد ودعانا إلى منزله وأكد علي بالزيارة في السنة التي بعدها فقصت بدعوة منه بعدما عرض علي أن يصحبني رئيس الهيئات الدينية علي بن محمد السكاكر ومدير مالية بريدة حمد العبد المحسن التويجري وإبراهيم بن محمد بن الربيعان فاطلعنا على مكتبته الحافلة التي أقيمت من حجر وخدمت بالنوافذ والدواليب والأرفاف في جانب مزرعته.
وكنت طلبت منه ترجمة وزير المالية عبد الله بن سليمان فناولني كتابًا في التاريخ يحتوي على ترجمته وفتح لي باب المكتبة على مصراعيه وطلب مني أن آخذ ما شئت من المكتبة لكنني شكرته وأقسمت أن لا آخذ منها شيئًا وجعل يعرض عليّ كتبًا غير أنني لغلائها لدى كل أديب مثله لم تسمح نفسي بأخذ شيء منها جزاه الله خيرًا وجعل يناشدني أن آخذها فهي هدية من والد إلى صديق لكنني رفضت وكان عمره إذ ذاك في الثامنة والسبعين.
وصليت مرة صلاة الجمعة في الجامع الكبير بعنيزة وسلمت عليه وبعد رجوعي بعث إلي بخطاب قال فيه اعذر أخاك الذي بلغ من العمر ثمانين عامًا فلم ينتبه لك ثم توسل بكل طريقة أن أزوره وأخلف تلك الزيارة وكنت أظن أن الله منّ بفضله