للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوسل بحمل طفل رضيع ودفعه بكلتا يديه إلى الإمام قائلًا من أجل هذا الرضيع ارحمونا لعل ذلك سيثير عاطفتهم الإنسانية فأطلقوا الرصاص على الطفل وتمزق أمام والده وقتل والده وحصدت الرشاشات البقية.

وأمر الأسد بالعلماء والمشائخ فأخرجوا من بيوتهم وقتلوا في الشوارع وقد بلغ عدد العلماء اثنين وأربعين عالمًا واعتقل من العلماء ستة وعشرون عالمًا منهم أئمة ومنهم مؤذنون ومنهم خطباء حتى خلت مساجد سورية من الأئمة والخطباء الصالحين.

ولا اختبأ بعض الناس تحت الأنقاض ماتوا جوعًا وعطشًا بعدما نفدت أرزاقهم.

ومما يؤسف له أن يصعد صبي إلى الطابق الثالث فتلاحقه الجنود ويلقونه مرميًا من الطابق الثالث، ولما انسحبت عناصر السلطة ظنًّا منها أنها قضت على الأهالي في حماة تحت الأنقاض فكان أفراد كتبت لهم السلامة بعدما واصل الحفارة أعمالهم ليزيلوا الأنقاض، فانسحب أولئك في اليوم ٢٥ من شباط إلى موضع آخر، وإذا حفارة أخرى تعمل قرب الموضع فانسحبوا إلى حمام واختبئوا فيه فلما أن خيم الظلام استبدلوا موضعًا آخر تحت الأنقاض نحو جامع هناك وإذا عناصر السلطة يتمركزون للقنص فوق الأبنية العالية لكنهم عبروا الشارع إلى الحميدية فجامع الشفاء فرآهم أحد العناصر وصرخ بهم ليقفوا لكنهم هربوا من موضع إلى موضع لشجاعتهم بعدما كانت العناصر تلاحقهم بكشاف النور، لكنهم كتبت لهم النجاة.

وفي بعض الأقبية تجمع تسع وثلاثون امرأة مع أطفالهم، وثلاثة رجال هربًا من شرور القصف لم يدر هؤلاء المساكين أن شر القتلة يلاحقهم حتى الأقبية، فانهالت عليهم رصاصات العدو تحصدهم، واختلط أصوات التكبير بصراخ الأطفال بأزيز الطلقات، فما هي إلا لحظات حتى صعدت أرواحهم إلى بارئها.