وكان الشيخ قدس الله روحه قد ذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بتحريم ما فعل والتغليظ على من نصره.
ولما جرت واقعة جودة وثل عرش الولاية وانتثر نظامها وحبس محمد بن فيصل وخرج الإمام عبد الله شاردًا وفارقه أنصاره وأقربائه، وجفاه أعوانه وجلساؤه، أوصاه الشيخ عبد اللطيف بالاعتصام بالله وطلب النصرة منه وحده وعدم الركون إلى الدولة الخاسرة.
ولما كاتب الإمام عبد الله بن فيصل الدولة الخاسرة واستنصرها واستجلبها على ديار المسلمين، خاطبه الشيخ عبد اللطيف مشافهةً بالإنكار عليه والبراءة، وأغلظ له بالقول وبين له أن هذا هو هدم الأصول الإسلام وهدم لقواعده العظام، فأظهر الإمام عبد الله التوبة والندم وأكثر الاستغفار.
ثم إن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رفع الله منازله في الجنان وجعله في زمرة سيد ولد عدنان، كتب على لسان الإمام عبد الله بن فيصل كتابًا لوالي بغداد، إن الله قد أغنى ويسر وانقاد الناس من أهل نجد والبوادي ما يحصل به المقصود إن شاء الله ولا حاجة لنا بعساكر الدولة، وكلامًا من هذا الجنس، فارسل الإمام الكتاب فيما يرى وتبرأ مما جرى.
فلما قدم سعود على الرياض ودخلها بجنوده من العجمان والدواسر وأهل الفرع وأهل الحريق وأهل الأفلاج وأهل الوادي، وقطع الثمار وأخاف الأرامل والمحصنات بمن معه وخيف من انتهاك حرمة اليتامى والأيامى، أضف إلى ذلك أن الإمام عبد الله فرّ من الرياض قبل دخوله البلد وأهلها أن يستبيحها سعود ومن معه من الأشرار وفجار القراء، نسأل الله العافية، حيث كانوا يحثون على ذلك ويتفوهون بتفكير بعض رؤساء البلد، فخرج إلى سعود قبل دخوله إليها خشية أن يأخذها عنوة فتسفك الدماء وتستباح النساء، لأن أسباب ذلك متوفرة فواجهه وخاطبه فيما يصلح الحال بينه وبين أخيه الإمام، فاشترط سعود الشروط الثقال