فيا أمة ضلت سبيل نبيها ... وآثاره يوم اقتحام الكبائر
يعز بكم دين الصليب وآله ... وأنتم بهم ما بين راض وآمر
وتهجر آيات الهدى ومصاحف ... ويحكم بالقانون وسط الدساكر
هوت بكمو نحو الجحيم هوادةٌ ... ولذات عيش ناعم غير شاكر
سيبدو لكم من مالك الملك غير ما ... تظنون أن لاقي مزير المقابر
يقول لكم ماذا فعلتم بأمةٍ ... على ناهج مثل النجوم الزواهر
وواليتمو أهل الجحيم سفاهةً ... وكنتم بدين الله أول كافر
نسيتم لنا عهدًا أتاكم رسولنا ... به صارخًا فوق الذرى والمنابر
فسل ساكن الأحساء هل أنت مؤمنٌ ... بهذا وما يحوي صحيح الدفاتر
وهل نافع للمجرمين اعتذارهم ... إذا دار يوم الجمع سوء الدوائر
وقال الشقي المفتري كنت كارهًا ... ضعيفًا مضاعًا بين تلك العساكر
أماني تلقاها لكل متبر ... حقيقتها نبذ الهدى والشعائر
تعود سرابًا بعدما كان لامعًا ... لكل جهولٍ في المهامة حائر
* * *
فإن شئت أن تحضي بكل فضيلةٍ ... وتظهر في ثوب من المجد باهر
وتدنو من الجبار جل جلاله ... إلى غايةٍ فوق العلى والمظاهر
فهاجر إلى رب البرية طالبًا ... رضاه وراغم بالهدى كل جائر
وجانب سبيل العادلين بربهم ... ذوي الشرك والتعطيل من كل غادر
وبادر إلى رفع الشكاية ضارعًا ... إلى كاشف البلوى عليم السرائر
وكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها ... وترفع من ثوب من العفو ساتر
ولا تيأسن من صنع ربك أنه ... مجيب وأن الله أقرب ناصر
الم ترَ أن الله يبدي بلطفه ... ويقف بعد العسر يسرًا لصابر
وأن الديار الهامدات يمدها ... بويل من الوسمي هام وماطر
فتصبح في رغدٍ من العيش ناعم ... وتهتز في ثوب من الحسن باهر