سرنا عن طريق المدينة فقدمناها بعد صلاة الظهر ولبثنا فيها حتى أشارت الساعة الثالثة ليلًا بالغروبي حيث سرنا إلى جدة ومنها إلى الطائف حيث اجتمعنا بالشيخ الفاضل رئيس الإفتاء والبحوث، تناولنا حسب دعوته طعام الغداء في بيته بالطائف يوم الأحد ٢٦/ ١٠ واجتمعنا لديه بالشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام حيث دعانا إلى وليمة العشاء في بيته بعد العشاء الآخرة.
وكان الشيخ ابن باز قد عرض علينا أن نسلم على الملك قبل السير من الغد وفعلًا سلمنا عليه صحبة كبار المشائخ وجلسنا معه طويلًا، ولما أن انصرفنا طلب مني فضيلته أن أقوم بالوعظ والإرشاد في طريقنا بالرحلة فنكون كمن رمى عصفورين بحجر جزاه الله خيرًا.
وهكذا كنت أتخول جميع من مررنا عليه في الجوامع والمساجد ومن حُسن الحظ أن حصلتُ على توصية من سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والمفتش العام لمن نمر عليه من الأمراء أن يساعدونا في مهمتنا وقد قمنا من مدينة الطائف ميممين جهة الجنوب في الساعة الثامنة عربيًّا بعد الظهر، ولما أن مررنا بمسجد عن يمين الطريق صلينا العصر قصرًا في تلك القرية التي تدعى بقرية الشرمان أو قبيلة الشرمان، وهكذا سرنا مارين بقرية الصور والدار الحمراء يتخلل الطريق أنفاق منقوبة بين تلك الجبال بمنظرها الحسن قد زينت بالسلم والعرعر، وهكذا نمر بالحمراء ووادي الشهران ثم وادي الشوامط ثم وادي القعرة ثم وادي بُوَي.
وهناك الفرعة ثم القريع ثم الأشرع ووادي السائلة ثم المرازيق والفقعة حتى قدمنا الباحة التي كان الأمير فيها إبراهيم بن عبد العزيز، وكانت ممتازة بالأمطر والبرد الشديد في برج الأسد.
أما عن الظفير فقد ارتبط بالباحة حيث وجدنا فيها إمام الجامع ورئيس هيئة الحسبة محمد بن يحيى آل الموجان، وقد وافينا الوكيل الدكتور إبراهيم بن محمد الزيد الذي أكرم مثوانا، وبعد بياتنا فيها تحولنا على سيارة الإمارة لرؤية الآبار.