وتنخله وتعجنه وتصنع منه ما مطازيز أو مرقوق أو قرصان وهذه هي الأكلات التي كانت معروفة في السابق، ومنها الجريش.
ثم ذكر ضيف الجزيرة أن أول من عثر على الماء العذب في مدينة المذنب رجل يدعى علي بن عبد الله السويداني قد أمضى مدة طويلة خارج المملكة ولديه ثروة وضحى بجزء من ماله للبحث عن الماء العذب، ووفقه الله إلى ذلك وقد بدأ الماء يتدفق من البئر بدون ضخ الماء عام (١٣٧٧ هـ) وبعد عام مدد الماء في البلدة وفي الحارات المحيطة بها.
وقال أذكر أنني عندما عدتُ مع والدي رحمه الله من مكة المكرمة بعد صيام رمضان كان ذلك عام (١٣٧٨ هـ) وفتحت الصنبور من خزان صغير وضع في حي من أحياء المذنب بكيت فرحًا وأنا بين مصدق ومكذب لما أرى وحمدتُ الله على هذه النعم، ثم ذكر الحالة الحسنة في هذه السنة يعني (١٤٠٦ هـ) أن أكثر من بئر عليها مضخات تعمل ليلًا ونهارًا ويوجد في المذنب ثلاثة خزانات رئيسة تغذي المدينة وضواحيها ومخططاتها بالماء المعقم العذب، وقد تضافرت جهود وزارة الزراعة ووزارة الشئون البلدية والقروية حتى نعم الجميع بفضل الله ثم بفضل ما تقدمه حكومتنا الرشيدة لهذه المدينة وغيرها من مدن المملكة بالكهرباء والهاتف، ووصلت الطرق كل حي وكل قرية في هذه المدينة وأصبح الماضي مجرد ذكريات بحلوها ومرّها.
أما عن بلدة حرمة الكائنة في منطقة سدير على جانبي وادي المشقر والكلب على بعد (١٩٥) كيلو متر في شمال غرب الرياض ويقول عنها أميرها الحالي في هذه السنة أنها وضعت أول لبنة في مخطط (٢١٦) في أواخر عام (١٣٩٨ هـ) وذكر أنه يرجع تاريخ عمران حرمة إلى سنة (٧٧٠ هـ)، وذلك عندما انتقل إليها إبراهيم بن حسين بن مريح الوائلي كما ذكر ذلك المؤرخ النسابة حمد بن العبون في تاريخه وكان إبراهيم مع أبيه أمير بلدة التويم فارتحل عنه إلى موضع بلدة حرمة الحالي التي