ومن الغرائب أن مرضه كان جلطة لم يلبث إلا قليلًا في مرضه وقبله بأسبوع كان ابن عمه قد مات بهذا المرض، وهو عبد الله الحمود الشويعر وكان عمر المترجم قد تجاوز السبعين رحمهما الله تعالى، قال الله جل ذكره:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}(١) فدلّ على أن البقاء لله وحده وبنو آدم وما سواهم فهم عرضة للأمراض والمصائب وما أحسن ما قيل في الموضوع:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تنوعت الأسباب والموت واحد
وفي هذه المناسبة نذكر شيئًا عن تاريخ المذنب وتاريخ حرمه فنقول عن بلد المذنب فيما مضى أنهم كانوا يجلبون الماء العذب كغيرهم من بلدان القصيم، فكان أهل المذنب يشربون من البئر الوحيدة في المذنب المسماه القفيفة، وتبعد عن البلد ثمانية كيلومترات في القرب على الحمير، بحيث يحمل الحمار قربتين، وأحيانًا ثلاثًا إذا كان الحمار قويًّا، ويحتفظون بهذا الماء للشرب وطهي الطعام وإعداد القهوة والشاي، أما الوضوء وتغسيل الأواني فله ماء خاص بمعنى أنه يوجد في كل بيت بئر يسمى بالحسو وكان هناك أناس يبيعون الماء العذب محمولًا على الجمال أو على الحمر، وكان الجمل يحمل ما بين ست إلى ثمان قِرب، وكان الجمل يوزع على عدة بيوت، أما الماء غير العذب فموجود ومتوفر في الفلايح والبيوت وقد أخذنا ذلك بالمعنى من إفادة وكيك إمارة حائل مقبل بن محمد بن صالح المقبل لضيف الجزيرة.
ثم تنقل إلى طعام العشاء الذي يعد بعد صلاة العصر فقد ذكر الوكيل أنه سمع امرأة من جيرانهم أتت قبل صلاة العصر لزيارة والدته بأنها كانت تقول إنني سأعود لمنزلي لأن عشاءنا لا زال والله في سنابله، فتذهب قبل صلاة العصر تخرجه من السنابل لتدقه في مدقة خاصة بذلك، ثم تقوم بتنقيته من الشوائب ثم تطحنه