كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة (١٤٠٦ هـ) - مرض الإيدز - ج: 7 - ص: 274

وانتشرت الفوضاء وتتابعت عليهم الأزمات عياذًا بالله من تقلبات الزمان والمحن والأحزان.

وفيها انتصر المجاهدون الأفغانيون وتقدموا وصمدوا للروس ولسان حالهم يقول:

سنقاوم الروس ومن شايعهم ... بين السهول وفي الجبال فلا نلين

متمسكين بقوة الله التي ... من حازها في عدة لا يستكين

لا يرضى سياف وكل المسلمينا ... إلا بخزي وانسحاب المعتدين

سيزلزلون الأرض تحت الروس والـ ... ـعملاء المتجبرين الظالمين

وكانوا قد استولوا على معسكر شيوعي وقتلوا سبعمائة من قواته وغنموا أسلحته ولديهم أسلحة ومدافع صاروخية ضعضعت قوات كابل وأحرقت ما أمامها والله مع الصابرين وجعلت روسيا تفكر في الانسحاب من أفغانستان، وفي كلام الحكمة من عرف الحق عز عليه أن يكون مهضومًا، أولئك الأفغانيون الأشداء الأقوياء المعروفون بالتمسك بالدين الإسلامي المعتصمون بالله ثم بالجبال، ولم يعرفوا الخضوع للأجانب ولم يعتادوا عليه.

وفيها ظهر نجم مذنب في ليالي شهر رجب من ليلة الاثنين سابع رجب إلى ٧/ ٨ شعبان ولكنه ضعيف بالنسبة إلى السنين الماضية وتسميه العامة أبو عسيب لأنه يشابه عسيب النخلة، وقد ظهر في عام (١٣٦٧ هـ) برؤية ظاهرة جدًّا وخاف عامة الناس أنه لا يخرج إلا لوقوع حروب وزعازع، ولكن هذا خطأ صريح فما كان عند النجوم خير وإنما النفع والضر بيد خالقها وقد طمأن الناس في السنة الماضية فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.

وفيها في ١٥/ ٦ عظم اهتمام الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية بالمدينة المنورة ليجعلها عروس المدن الإسلامية ولتكون بلدًا حضاريًّا يسر كل سعودي ومسلم في العالم، وكان يقيم فيها أيامًا لتتبع مشاريعها وأمر بتوسعة المسجد النبوي