القضاة في المملكة العربية السعودية بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن شيخ الإسلام وعلم الأعلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله أجمعين، ولد بالمدينة المنورة سنة (١٣٥٢ هـ) وتلقى دراسته الابتدائية بمكة الكرمة حيث وجود والده فيها، ثم التحق بكلية الشريعة بمكة المكرمة وتخرج منها عام (١٣٧٣ هـ) وتلقى العلم عن والده الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ ولازمه وأخذ عنه فتعين عضوًا في رئاسة القضاء بالمنطقة الغربية ثم أن الملك فيصل اختاره لأن يكون وزير المعارف في سنة (١٣٨١ هـ) فلبث في هذه الوظيفة أربعة عشر عامًا.
ثم جعله الملك خالد وزيرًا للتعليم العالي، فلبث في هذا المنصب حتى توفاه الله تعالى، وكان إضافة إلى عمله هو المشرف العام على المجلة العربية ورئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز ونائب الرئيس الأعلى للجامعات.
قالت المجلة العربية كان في يوم السبت ١٧/ ٥ / ١٤٠٧ هـ الذي انتقل فيه إلى رحمة ربه أكثر ما يكون صحة ونشاطًا وقوة وعملًا، فقد استمر مداومًا في مكتبه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وبعد أن أدى صلاة العصر تناول غداءً خفيفًا ثم كان بجانبه حقيبتان ممتلئتان معاملات وأوراقًا خاصة وبدأ ينظر ويوقع على ما تحمله الحقيبة الأولى وعندما انتهى منها حل موعد صلاة المغرب فقام وتوضأ ثم أدى الصلاة مع الجماعة وبعد أن انتهى من الصلاة جلس يدعو ربه ثم طلب كأسًا من الماء ولما هم بشربه إذا هو يسقط من يده مسلمًا روحه إلى بارئها.
ثم أقيمت عليه الصلاة في الجامع الكبير بالرياض وأمَّ المصلين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وصلى عليه جمع كثير يتقدمهم سلطان بن عبد العزيز وعدد كثير من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والوزراء وجم غفير من المواطنين وجعل الناس في المسجد يعزي بعضهم بعضًا وبالغ بعض محبيه بقولهم وداعًا يا أغلى الرجال، ومنهم من يقول إنه لمصاب جلل ووفاته خسارة للعلم والفكر وبعضهم يقول فقدنا مثال النزاهة والإخلاص.