ومن الغرائب أن رجلًا من أئمة جوامع الإحساء وهو محمد بن عبد الله المبارك بعث إلى المترجم يخبره برؤيا رآها حسنة قال إني كنت بعد صلاة الفجر نائمًا يوم الجمعة ١٨ ربيع الثاني (١٤٠٧ هـ) فرأيتك تخطب واقفًا مرتديًا جبة من الصوف شتوية وبيدك ورقة بيضاء تشدها بيديك وموضوع الخطبة توجيه ديني ضمنتها آيات من القرآن الحكيم وحديثًا طويلًا كنت وأنا نايم أحاول حفظه حيث لم يطرق مسمعي من قبل ثم أنك جلست وأنت على مسند وكان إلى يساري شخص لا أعرفه وقال لي بالحرف الواحد وهو يشير إليك هذا الرجل يحبه الله ورسوله ثم قال معالي الوالد أن الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى من المبشرات حيث يقول - صلى الله عليه وسلم -: "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" حديث صحيح رواه الطبراني وأنت بحول الله أهل لكل خير إلى آخره.
وهذه الرؤيا قبل وفاة المترجم بأيام قليلة فرد عليه بقوله فضيلة الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل مبارك سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: تلقيت بالتقدير رسالتكم الأخوية الكريمة التي تضمنت بشارتكم بالرؤيا التي رأيتموها ولقد سررت لما ذكرتم وتوجهت إلى الله أن يجزيكم الجزاء على إدخال السرور على قلبي وأرجو الله أن يتجاوز عنا ويجعلنا جميعًا من أوليائه وأن يثيبكم على ما أدخلتم من السرور إلى قلب أخ يحبكم في الله حفظكم الله وأدام لكم التوفيق، أخوكم المحب لكم في الله حسن بن عبد الله آل الشيخ.
ومن الغرائب أنه لم يلبث بعد هذه الرؤيا سوى شهر حتى توفاه الله وكان في وقت وفاته لم يكن أحد من أبنائه حاضرًا فما أن علموا حتى قدم الأكبر هشام من فرنسا وعبد الرحمن من لندن وعبد الله من أمريكا وأسامة من المنطقة الشرقية لأنهم كانوا خمسة محمد خامسهم وقد استقبلهم إمام المسلمين فهد بن عبد العزيز وعزاهم بوالدهم وقال لهم إنكم لستم أنتم الذين فقدتموه بل أنا أيضًا فقدته وواساهم بقوله اعتبروا أن أباكم لم يغب فأنا والدكم.