الكيد للإسلام من أنهم يريدون هدم الكعبة المشرفة ونسف الجسور المقامة في منى وغيرها.
وفي يوم الخميس في وقت صلاة العصر الموافق ١٣/ ١٢ من هذه السنة دخلوا الحرم الشريف وأجمعوا أمرهم على فتح باب الكعبة بالقوة فقامت القوات السعودية عليهم بالغازات المسيلة للدموع فلم يكفوا وحرصت الحكومة السعودية على أن يدفعوا أذاهم بدون إطلاق النار احترامًا للمشاعر المقدسة وإبقاءً عليهم.
ولكن الأشقياء بقروا بطونًا وشقوا صدورًا وأفسدوا في تلك المنطقة المطهرة ولولا ما استعملته الحكومة من قمعهم ومقابلة الشر بالشر لكان الأمر أدهى وأكبر (١).
وقد انتهبوا ما حصلوا عليه من الأموال التي في دكاكين أهالي مكة مما يلي المسجد الحرام وجرت منهم واقعة أشبه بأعمال القرامطة السابقة في عام (٣١٧ هـ) وكانت الحكومة تراقب حركاتهم في السنين قبل هذه ووقع ما كان يتوقع منهم نسأل الله العافية.
وكانوا في عام (١٣٦٢ هـ) قد جرى منهم أذى لحجاج بيت الله بإلقاء النجاسات أمام الطائفين بالبيت الشريف، ودلك العذرة بالحجر الأسود قبحهم الله وقد قتلوا السفير السعودي لديهم فاضطرت الحكومة إلى قطع العلاقات مع حكومة إيران لهذه المخزيات التي ارتكبوها وانتهت المسألة بلطف من الله بحجاج بيته بحيث لولا لطف الله لكان الأمر شنيعًا، وخاف زوار بيت الله وزوار مسجد رسوله في المدينة المنورة بحيث لم يقتصروا على الأذى في مكة المكرمة بل تأذت المدينة المنورة منهم وباؤوا بغضب من الله ورسوله قال الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ
(١) لما تأزمت الأمور مضى ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز فأمر بإطلاق رشاش على الفئة الباغية فيسط منهم ٤٥ مجرمًا وولى بقيتهم الأدبار فحصل بذلك منعهم.