للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٥)} (١) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل من صرف ولا عدل" رواه الطبراني بإسناد جيد.

وفي آخر اليوم ١٩ من صفر الخير هبت رياح غريبة فأثارت غبرة شديدة واستمرت الرياح وبعد سكونها في منتصف الليل أعقبت غبرة وقترة شديدة جدًا استمرت في اليوم العشرين وليلة إحدى وعشرين ولم تتجل إلا بعد مضي ٥٢ ساعة من الزمن أي في الساعة الواحدة غروبي من ليلة ٢٢/ ٢ وهذا شيء لم يعهد مثله منذ عشر سنين.

ولما أن كان في آخر برج السرطان وأول برج الأسد حصلت موجة حر شديدة جدًا هلك بسببها أناس في اليونان واليابان وتأثرت الأمة منها واشتدت حرارة الطقس في نجد والحجاز وغيرها وقيل أنه ذاب الإسفلت في بعض المسالك منها.

هذا ولا تزال المعدات والمخاريق وآلة النسف في الدركتورات والشيولات وغيرها تعمل بجد ونشاط لتوسعة المسجد النبوي فهدمت دكاكين وبيوت في الجهة الشرقية والشمالية والغربية.

وكنت قد وقفت في اليوم ٢٧ من شهر جمادى الأولى و ٢٨/ ٥ الموافقين للثلاثاء والأربعاء لما زرت المدينة المنورة حينما رجعت من العُمرة في الطريق إلى القصيم في هذه السنة فرأيت آثار الخشب وعسبان النخل والسعف والخوص القديمة والأعمال ماشية في طريقها ومن أعجب ما رأيت أن القواعد للأعمدة تخرق بمخاريق جعلت لذلك حتى تصل إلى قعر بعيد من الطبقة الأرضية وكان لتلك المعدات والأهوال لجبة عظيمة قد واصلت الليل مع النهار ولها رجفة شديدة وصريخ مهيل.


(١) سورة الحج، آية ٢٥.