ولقد حدثني ثقة عن فتاة من الأثرياء تزوجت فاشترت والدتها ثوبًا للزينة ولمناسبة زواج ابنتها في قيمة أربعة وعشرين ألف ريال، وبلغت قيمة ساعة اليد للفتاة المتزوجة مائة ألف وخمسين ألفًا، وبلغت قيمة غرفة النوم لها ستين ألف ريال، فهل هذا إلا من الإسراف الذي حرّمه الله ورسوله.
أما عن المغالاة في المهور وما ينفق في هذا السبيل لبيوت الأفراح والزينات والولائم التي تبذل لذلك وما ينفق في سبيل الشيطان للغناء والطرب فحدِّث ولا حرج، ولما حصلت هذه البادرة التي هي بادرة سوء، قام الخطباء والمرشدون والموجهون والوعاظ يبذلون النصائح وبُحَّت الأصوات وأفتى رئيس القضاة بالأمر في الاقتصاد والنهي عن هذا البذخ والسرف ونشرت التعليمات في الصحف والجرائد والمجلات ولكنها صرخات في واد خلي من البشر ولم تجد تلك التوجيهات آذانًا صاغية أو قبولًا عند الأمة، بل لا يزالون سائرين في هذه الطريقة رغم ما يسمعون وبكل ما يستطيعونه يتسابقون فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
رجعنا إلى ما نحن في صدده وما أصيبت به العرب من الكوارث والمخاوف ففيها في يوم الأحد الموافق ٢١/ ٣ اندفع أناس من اليهود يهتفون بهذه الكلمات (الموت للعرب) وقامت عصابات منهم في اليوم ٢٦ من الشهر الحالي فحرقت منزلًا عربيًا وخربت السيارات العربية في القدس وشهدت مدينة القدس المحتلة أسوأ أعمال العنف المعادية للعرب وأقامت اليهود مدرسة يهودية في قلب الحي الإسلامي بالقدس المحتلة، وأقامت حواجز على مداخل الجامعات لتعطيل سير الدراسة فيها وإغلاق بعضها واعتقال عدد من طلبتها وإحالة عدد منهم إلى المحاكم الصهيونية بحجة قيامهم بنشر كتب ومطبوعات تدين سياسة الاحتلال الصهيوني ومنعت بعض أعضاء هيئة التدريس في جامعات الأرض المحتلة من الانضمام إلى عملهم في هذه الجامعات فعلوا ذلك غيرة من احتفال العالم بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وهو ٢٩ نوفمبر الموافق السابع وعشرين ربيع الأول من هذه