للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة.

وفيها في يوم الثلاثاء ٥ محرم وفاة الشيخ محمد الصالح بن سليم وهذه ترجمته: هو محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن سليم، وتقدمت معرفة أنسابهم ولد عام (١٣٣٠ هـ) بمدينة بريدة ونشأ نشأةً حسَنة فأخذ في الدراسة على أحد المؤدبين في إحدى المدارس الأهلية ببريدة وبعدما أخذ مبادئ في الخط والحساب التحق في الدراسة على عمه الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعلى عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم وجد ونافس وكان يظهر عليه الزهد في حال طلبه للعلم وقليل الضحك وأكثر الأخذ عن الشيخ عمر، وكان عمه يجله ويقدر له اجتهاده فكان يدرس في زاد المستنقع للحجاوي حفظًا فيناول الشيخ الكتاب، وبعدما يقرأ قطعة يفسرها له الشيخ ثم يتناول الكتاب ويقرأ شرحها من شرح الزاد والروض المربع لمنصور بن يونس البهوتي ولازم عمه عمر بن محمد في مدخله ومخرجه.

وكان الشيخ له بمنزلة الوالد وذلك باعترافه في مرثيته التي رثى بها شيخه عبد العزيز بن إبراهيم العبادي لأنه أخذ عنه أيضًا، فمن مرثيته قوله يمتدح عمه ويدعو له بالبقاء:

فضجوا جميعًا بالدعاء تضرعًا ... إلى من على فوق السماوات قاهر

لندعو جميعًا أن يديم بقاء من ... لنا موردًا من ينبع العلم غازر

وأعني به من كان لي مثل والد ... شفيق علينا بالوفاء يبادر

وبينما هو يدرس قبل أذان العشاء على عمه الشيخ عمر إمام المصلين في المسجد الجامع بتفسير سورة الصافات مر على ذكر الحور العين فأخذته غمرة من البكاء وتأثر من شدة البكاء فرآه عمه أهلًا للإمامة وجعله إمامًا في مسجد الجردة المعروف بمسجد حسين بن عرفج فلبث في إمامته مدة وقد يقرأ بنفسه على المصلين إذا لم يكن هناك قارئ.

ثم أنه جعل في قضاء هجرة دخنة ثم نقل إلى قضاء الظفير في منطقة عسير