ومن أعظم مشاريعها عمارة الجامع الكبير في هذه السنة وكان حواليه دكاكين قديمة اشتريت لتوسعة المسجد وأضيفت إليه فقاموا بهذه جملة وإقامته من الإسمنت المسلح ببناية قوية وتطريز حديث وأقيم المسجد بجعل قبو واسع كبير في أسفله (خلوه) كبيرة وجعل الطابق الثاني مشكلًا في بنايته من قبة وأعمدة عالية تدخله الأنوار الطبيعية وقامت المعدات بجد ونشاط في العمل مضافًا إلى ذلك درج وأبواب ونوافذ حسنة جميلة.
وأقيم للمسجد منارتان عاليتان وابقيت منارته المقامة من الطين أولًا وهي من الآثار القديمة في ارتفاعها وعلوها وقوتها لم تؤثر فيها الرياح والسيول على ممر السنين وحفاظًا على جعلها من الآثار القديمة فإنها ببابها القديم من جذوع النخل ودرجها أبقى هيكلها على وضعه القديم.
وقد قام الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الذي تولى إمامة المسجد الكبير الجامع والتدريس فيه بعد الشيخ عبد الرحمن بن سعدي بوضع مخططات المسجد الجامع مستعينًا بالمهندسين والفنيين وسعى بموضوعه حتى ظهر المسجد في مظهر لائق بمصابيح الكهرباء ودورات المياه.
وهكذا والحمد لله فإن الله سبحانه قد يسر بناية المساجد، وكان قد سبق بناية الجامع الكبير مسجد رئيس الديوان الملكي صالح بن عباد الواقع في شرقي البلد أيضًا.
ولقد جدت الأمة بعمارة المساجد وتوسعتها والتسابق إلى الإنفاق فيها كما يشاهد في مدينة الرس ومدينة البكيرية التي قام بعمارة جامعها الكبير حمود الذياب، وظهر بهيكله الجميل وقد رأيت جامعًا كبيرًا في مدينة جدة حسن الوضع والتطريز قام بعمارته عبد الرحمن بن نويصر وحواليه مسجد أقيم على نفقة أحد المواطنين حسن الوضع والتطريز وقد أقيم له خمسة بيوت وينسب إلى المطرب محمد عبدُه والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.