للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وقع سؤال بين يدي فضيلة رئيس الإفتاء والبحوث الدينية عبد العزيز بن باز عن حكم الصلاة فيه لأنه لا يعلم من أي نفقة استقام.

فأجاب بأنه لا مانع من الصلاة فيه وليس على المصلين فيه إلا مصلحة وجوده التي تعود عليهم بالفائدة.

إن مدينة عنيزة والحق يقال فيها رجال ذوو مروءة واحتشام للضيوف ويمتازون برقة الكلام والأدب ولين الجانب مظهرين الخدمة والاحتشام لمن قدم عليهم وكانوا يقدمون بلدهم ويرفعون من شأنه ولا يحط ذلك من قدرهم كما في الحديث حب الوطن من الإيمان، ومما يمتازون به عدم السباب بعضهم لبعض وترك الغيبة والنميمة من بعضهم لبعض.

وكان من سكان بريدة شاب مستخدم في محكمة عنيزة يذهب كل صباح ممتطيًا دراجة بخارية من بريدة إلى عنيزة فلا تسأل عما يكابده من لفح الرياح في زمهرير الشتاء وسموم الصيف، فانطرح بين يدي يشكو الحال، ولعلي أذهب به إلى رئيس المحكمة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عبدان لنقله إلى بريدة فركبنا تاكسي في هذه المرة وعندما قدمنا إلى عنيزة كان القاضي قد خرج مع الخصوم إلى القرعاوية فأوقفت صاحب تاكسي وسألته عن القرعاوية فقال نعم إنه ذهب إليها ولكن اركب فلعلك إن ذهبت راجلًا لا تدركه، ولما أن قربنا منها ودعنا ورفعت يدي إلى جيبي لأناوله الأجرة فأسف لذلك وأقسم بالله أن لا يأخذ مني شيئًا، وقال يا عجبًا إن حقك أن أذبح لك ذبيحة في أربعمائة ريال فكيف آخذ منك شيئًا، فشكرت له وكان رجلًا أشمط قد علاه المشيب.

وامتطيت مرة في إيابي من الحج سيارة من تريد عنيزة وهي لإبراهيم عاشوراء وذلك في سنة (١٣٦٢ هـ) بوقت كانت السيارات هزيلة لقلتها وعدم قطع الغيار بمناسبة الحرب العالمية الثانية بحيث جعلنا الطريق تسعة أيام بينها وبين مكة المكرمة ولما أن قدمنا إلى الوادي من عند قصر ابن بطاح صباحًا تلقانا الصبيان لطول السفر