للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصيم بالترحيب والأشواق القلبية، ولما أن كان بعد صلاة الظهر من الغد كانت الأمة قد اجتمعت للسلام عليه في القصر الملكي فوقف وعن يمينه ولي العهد وجعلت الخلائق تزدحم للسلام على جلالته وكان يتلقاهم حتى أدوا التحية ولما أن كان في الساعة الثامنة زوالي من مساء يوم السبت بعد صلاة العشاء الآخرة حضر للاحتفال الذي أقيم له ولحاشيته وللأسرة المالكة في الاستاد الرياضي بمدينة بريدة في أُبّهة عظيمة وأنوار وزينات كأن الشمس لم تغب وكان قد حضر هذا الاحتفال خلائق عظيمة من المنطقة وغيرها بدعوات بعثت إليهم.

وكان هذا الاحتفال فخمًا تقدم أمام الأمة ولي العهد يشارك في الاستعراض فعرض في هذا الاحتفال أشياء من الآثار القديمة منها بيت من الشعر تحمله سيارة في وسط البيت أعراب جالسون على النار التي ارتفع سناها بطول متر أمامهم الوجار وأواني القهوة ومنها بئر سانية عليها الدراج والبكرات الجميلة والإبل تحمل الماء، ويسمع للسانية صوت مطرب كعادة القدامى يحمل البئر بسانيتها سيارة أعدت لذلك وكأن البئر على ظهر الأرض تسير بها سيارتها.

وخيل وإبل على ظهر سيارة، منها بعير يحمل حملًا من عسبان النخيل.

ومنها دكان محمول على ظهر سيارة تسير به من دكاكين الصناع في شارع الصناعة القديم أقيم فيه قدر عظيم قد حف به العمال يدقونه بمطارقهم بصوت يذكر بالعمل القديم.

وكان سوق الصناع في بريدة قديمًا إذا مررت به فإنك لا تسمع بأذن من أصوات المطارق قوم يصنعون القدور النحاسية والصياني الضخمة والمخارف وغيرها من الأواني النحاسية المدهونة بالرصاص.

ومما عرض قصر بريدة القديم الذي كان كالعلم فيها تحمله سيارة تسير به عرض ببروجه وأسواره وشرفة ومصاليته وكان مرأى تلك الآثار رائعًا جدًا لأنه يذكر بالحالة القديمة كأنها مرأى بعين وكان قد جعل فوقه الحمام تطير بين شرفاته.