ثم سار بموكبه إلى الوليمة التي أقامها له أهالي مدينة بريدة ودعوا لها أهل المنطقة بأجمعهم وكانت قد أقيمت بخيام عظيمة ضخمة يقدر ميدانها بـ (١٣٠٠٠٠) متر مربع مزينًا ذلك المحفل الجميل بالزينات والأنوار التي كان بها في ظلمة الليل كسادسة النهار محفوفًا بالكراسي على اختلاف أنواعها، وكان مرادفًا الميدان الملك خالد الحضاري إلى جهة الشمالي، وقد حضر لذلك الأعيان من المنطقة الشرقية والوسطى والشمالية والغربية والجنوبية وعامة أهالي المنطقة في القصيم.
وكان ذلك الاحتفال قد أقيم في ظرف أربعة أيام، وذلك لأن جلالة الملك لم يعجبه قيام أهالي مدينة بريدة بما قد يشق عليهم، ولما أن حصلوا على إذن من جلالته وتقرر أن تكون وليمة مليكهم ليلة الأحد ١٦ شعبان بعد صلاة العشاء الأخير استطاعوا بما أوتوا من مقدرة وخدمة لإمام المسلمين أن يحشروا المعدات من كل جهة ووافقوا أن جميع الشركات الموجودات في مدينة بريدة تعاضدوا وتكاتفوا لتقديم الدركتورات والشيولات والجرافات لهذه المهمة فظهر احتفالهم في مظهر عظيم لائق جدًا في ذلك الوقت القصير.
وأعجب صاحب السمو أمير المنطقة عبد الإله بن عبد العزيز بشجاعة أهل البلد وتقدمهم بحيث ظهرت تلك الوليمة الكبرى لذلك المظهر الغريب، وكنت لا ترى موضع قدم أو شبر إلا وفيه ضيف من كبير وصغير شيخ وكهل وشاب يتزاحمون على مائدة الملك فهد بن عبد العزيز وأصحاب السمو الأمراء، وقد تقدم أصحاب الفضيلة العلماء ومعالي الوزراء وأمراء المدن والقرى والهجر من حاضرة وبادية.
ثم لما كان من الغدا سار إلى مدينة عنيزة لتناول طعام الغداء فيها الذي أقيمت مائدته فيها وزار بعض المدن الكبار في القصيم ودخل من بين تلك الدراويز التي أقيمت له.
أما عن ذلك المحفل فقد أقيم في ذلك الميدان بها ويباشر الأعمال فيها خمسون