للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاملًا ومطبخ كبير لكل من زار مدينة بريدة فقد يذبح في كل يوم عدد من الضأن يتراوح عدده من خمس وثلاثين ذبيحة إلى خمسين ذبيحة، وصبت الثلاجات والبرادات واستمر عمل العمال أربعًا وعشرين ساعة لا يتخلون عن العمل، وفي يوم المائدة تكلفت مائدة جلالة الملك بستمائة وخمسين ذبيحة، بما في ذلك من الأطعمة والخضراوات وشحنات الأرز مفرقًا على سفرتين خاصة للملك وعامة لجميع الحاضرين، بحيث لم يقم في مدينة بريدة وليمة أكبر منها من حين ما نشأت وبينما كانت الزيارة لثلاثة أيام مددت تسعة أيام بحيث كانت عائلة الملك في صحبته وانتهت بإظهار الفرح والسرور.

وفيها في ١٦ ربيع الأول خلع الرئيس التونسي الحبيب أبو رقيبة وأقيم بدلًا عنه الرئيس زين العابدين بن علي، وكان قد تقدمت به السن إضافة إلى ذلك سوء تصرفات جرت منه قد تقدم بعضها.

ومما جرى من عجائب الزمان وقلة وفاء الدنيا وكثرة جفائها أنه بعد الرئاسة والعز والشرف قد بعث برسالة إلى الرئيس الجديد يسمح لبعض أفراد عائلته بزيارته بمنفاه، ولما أن زاره في يوم عيد الفطر قال فيها إنني أرجوك أن تأذن لي بالانتقال إلى منزلي لأكمل ما تبقى لي في منزلي العائلي، وكان منزله قد أصبح شبه متحف أثناء حكمه ويقع في وسط الحي القديم في المدينة ولكنه لم يتلق جوابًا على طلبه بل أمر الرئيس الجديد بصرف مرتب شهري له وتوفير منزل مناسب له.

وفيها في آخر شهر ذي القعدة في الأيام السبعة الأخيرة من نوء الهقعة أصيبت الأمة بموجة حر شديد جدًا بحيث هلك عشرات النفوس البشرية في اليونان، وفي بعض المدن السعودية ارتفعت درجة الحرارة إلى (٥٥) درجة، وذكر في مدينة حائل أنهم لم يعهدوا ذلك الحر منذ زمن طويل، وفي هذه الآونة بينما اجتاحت العالم موجة الحر اللاهبة قام اليهود بقطع المياه عن معسكري البريج والنصيرات بقطاع غزة عل أهل تلك الأمكنة يهلكون عطشًا، وفي ذلك يقول الشاعر حسن خليل حسن: