أعمالهم التي أزعجوا بها اليهود من رميهم بالحجارة وقذف الزجاجات الحارقة وإشعال النيران بالإطارات في الطرق وإزعاج اليهود لعلمهم أن وقف الانتفاضة خديعة ومكر ومكيدة منها كما قد جربوا في سالف الأزمان.
واستمر الثائرون في نشاطهم وإقلاق راحة اليهود وأن صدور هذه الأمور من اليهود ونقلهم الشركات والبنوك من هذه المواضع ليدل على ما كابدوه من شباب فلسطين وقلقهم من اعتراف الدول وإقامة سفارات للحكومة الفلسطينية في الحكومات العربية والإسلامية وبالرغم من عقد المؤتمرات يمنة ويُسرة في شأن فلسطين وأهالي فلسطين ولبنان وأهل لبنان وسعي ملوك العرب والمسلمين ورؤساؤهم في هذا الموضوع فإنها لم تسفر عن نتيجة تذكر ولم تضع الحرب أوزارها في الأراضي المحتلة ولم توفق الدول الكبرى لحل سريع يضمن للعرب سلامتها وراحتها.
والسبب الوحيد الذي عرقل الأمور وكان عقبة في طريق الإصلاحات وإطفاء الفتن هو أمران:
أولًا: ما أوقعه الله عز وجل من الانشقاق بين الأمم في مشارق الأرض ومغاربها بحيث كثرت الثورات والمنازعات وإراقة الدماء ودمرت المساكن وأهينت الكرامات، وكان لكل حزب صوت يريد ارتفاعه وأصبح غالب الأمم غير آمنة ولها مراتع في هذه الفتن العمياء وكل هذا بأسباب الذنوب والمعاصي.
الأمر الثاني: فيما يتعلق بالعرب والمسلمين فإنهم كانوا متفككين ومتخاذلين ولم يكونوا كيَد واحدة على الأعداء ومنهم من يرجى منهم العلاج ولكنهم لا يحسنون.
ومنهم من يسعى ظاهرًا في الإصلاح ولكنهم في الباطن متأخرون أو مخادعون وتجتمع الأمة للنظر في المشاكل وعلى غير جدوى يتفرقون، وكلما خرجوا من مشكلة وقعوا في أخرى، وهذا لاختلاف الآراء وعدم انقياد بعضهم لبعض.